الرئيسية

باختصار

خيبة أمل

عندما تصبح الناس في العموم وفي الشارع العام متذمرة وقلقة وشاعرة بخيبة الأمل والإحباط الذي يأتي عليها من الضربات المتتالية واحدة بعد الأخرى .. اعرف أن هذه الحالة لم تكن من فراغ وأن وراء كل ذلك شركات وعصابات ومخططات رسمت وأعدت بطرق لوجستية همجية، لا تريد لهذه البلاد وهذا الشعب الهناء والاستقرار .. أرض وأملاك الدولة وعقاراتها أصبحت خارج سيطرة الدولة.. تحولت إلى مبان ومحلات ومنافع للخواص وأصحاب المال والنفوذ.. (على عينك ياتاجر) في كل مكان من طرابلس وخارجها والتي تحتاج إلى ألف من عبدالحكيم الخيتوني مع قوة جبارة من إنفاذ القانون وخمسين من الكاتب العام لردع المخالفين المعتدين على أرزاق الدولة والناس .. والذين لا يخافون الله ولا يراعون حقوقا .. أكلوا الزقوم وشربوا الحرام وتسلحوا بالفساد وتنعموا بما لا يرضي الله .. حتى عميت بصائرهم ولم يزدادو إلا فساداً فلا يردعهم إلا القانون ودولة فيها رجال يخافون الله وعاهدوا أنفسهم على حب الوطن والإخلاص له . فتحية لإدارة إنفاذ القانون وفي المقدمة الخيتوني وتحية للنائب العام الذي نطلب من الله أن يعينه ويرفع من شأنه على كل الجهود التي تبذل من أجل القضاء على الفساد وإلجام الفاسدين الذين عاثوا في البلاد بكل أنواع الفساد وسعوا إلى تحويل ليبيا إلى بؤرة تطاول وخراب على الغالي والرخيص حتى استشرى العبث بكل أشكاله، لكي لا يكون لهذه البلاد شأن ولا للناس البقاء والاستقرار .. ليبيا التي دفع من أجلها أجيال وأجيال الدم لتكون حرة أبية لا أن تصبح وكراً وملاذاً للفاسدين .. ليبيا التي ناضل رجالها وشبابها من أجل العيش الكريم والحياة السعيدة ، لم يكن طموحهم وأمانيهم أن تصل إلى هذا الحال.. سطو وخطف وقمع.. طال كل من يقول كلمة حق ضد عصابات الإجرام ومتعمدي الفساد والخراب.. ليبيا التي دافع عنها عمر المختار والمجاهدين من كل المدن الليبية وقارعوا الاستعمار لم يكن طموحهم وغايتهم ألا يعيش الأحفاد والآباء والأجداد تحت نير الاستعمار من جديد، وتهاون شذاذ الآفاق الذين أكلوا الأخضر واليابس وأفسدوا كل طعم التقدم والتغيير والتجديد من أجل أن يعم البناء وترتقي الناس ، لا أن تصبح بهذه الحالة المتردية التي أجهضت وكسرت طموح التطلع إلى الحرية والتقدم والاستقرار .. الذي أصبحنا نشدوا إليه ونتمناه ولا ندركه نتيجة العبث الذي استشرى دون قيود ولا شروط .. وصارت أحوالنا متدنية في كل شيء .. فإلى متى يدوم هذا الحال وتبقى بلادنا التي كان يضرب بها المثل في الأمن والاستقرار والرخاء .. وحرية الرأي .. حتى أصبحت تعيش الصعاب من التهديد والخطف والإقصاء لكل من يقول كلمة ضدالفساد وعبث الفاسدين ؟!.

■ رئيس التحرير :  عبد الله خويلد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى