مقالات

على عجل

ليبيون بدون نفط

لم تنجح الدول العربية النفطية ومن بينها بلادنا في إيجاد بديل للنفط وهي تعتقد أن هذا الذهب الأسود لن ينبض ولن تجف آباره وستظل تضخ النفط الذي يجلب تريليونات الدولارات وأكثر ما جعل كثيرا من الأموال تذهب إلى جيوبهم وليس إلى أفواه شعوبهم ، ليعيشون في بحبوحة أشبه بالخيال، لكن هذا ليس موضوعنا فموضوعنا هو ذلك العدد الكبير من الليبيين الذين يمارسون حياتهم وكأن بلادهم ليست نفطية فهم يمارسون الحرف اليدوية ولا يتقاضون رواتب من الدولة ويسكنون في مساكن متواضعة لا بتوفر فيها الصرف الصحي، ويدرس أبناؤهم في المدارس العامة ويقطعون الكيلومترات للوصول إليها وليس لهم تأمين صحي ولا يعالجون في المصحات الخاصة ولا يعالجون على حساب المجتمع في الخارج ولا يحجون بالمجان ولم يسبق لهم شراء العملة الصعبة من المصارف ولم يتحصل أبناؤهم على قروض الزواج، ولا يقيمون أفراحهم في الصالات ولم يكونوا ضمن أي وفد في الحوارات الليبية بالخارج، نعم هؤلاء هم الليبيون الذين لا يعيرون للنفط أي اهتمام ولا تعنيهم الكميات المصدرة ولا يبحثون عن ارتفاع أو انخفاض سعر النفط، ووجود هؤلاء يطمئننا ويؤكد لنا أنه يمكن الحياة بدون نفط وأن هذا الذي نصفه بالذهب الأسود قد سيطر على العقول وحولنا إلى مستهلكين، وكثرة عوائده من الأموال أغرت المسؤولين وعطلت عقولهم في التفكير في البحث عن بديل له، فلربما مثلما حولنا النفط من أغنياء إلى فقراء سيحولنا غيابه من أغنياء إلى فقراء بل تحت خط الفقر بكثير فاغتنموا الفرصة وابحثوا جادين لبديل عن هذا النفط قبل أن ينفذ الوقت فبين الغنى والفقر ليس هناك وقت بدل الضائع .

■ امحمد ابراهيم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى