مقالات

على ضفاف الوطن

الاستعمارلا يتغير !

الاستعمار هو نفسه لا يتغير ، جاء من الباب أو دخل من النافذة ، جاء من البحر أو من البر أو نزل حتى من السماء ولكن الذي يتغير هو الطريقة والأساليب وكيفية السيطرة والاستحواذ ، قديما كانت القوة العسكرية أو مايعرف بالاستعمار المباشر، هي الأسلوب المتبع والمعروف ولكن مع تطور وعي الشعوب لم تعد القوة مجدية وصارت مكلفة وتستنزف ثروات طائلة من الأموال والعتاد للدول الاستعمارية إضافة إلى ما تتكبده من خسائر بشرية، لذا فكرت مراكز الأبحاث الاستعمارية في طرق أخرى أكثر نعومة تكون اجدى وأسرع وبأقل الخسائر وتوصلوا إلى فكرة غير مكلفة وسهلة ومأمونة العواقب وأسرع أيضا ، تعتمد تمك الجهلة والعماء وضعاف النفوس ن في المجتمعات المستهدفة بالغزو وايصالهم إلى منصات الحكم وتولي مسؤولية الإدارة والقيادة ليسهل توجيهها وقيادتها وتنفيذ ما يطلب منها وتكون تابعة لها وتحت رعايتها وحمايتها ، وقد أتت هذه الرؤية أكلها وتأكدت فاعليتها ونجاحها، والشواهد اليوم تتراءى أمامنا وليست في حاجة لا إلى إثبات ولا إلى دليل ، هذه السياسة الاستعمارية المستحدثة والناجحة ، تستهدف وتتوجه مباشرة إلى المواطن الذي يعتبر العمود الفقري والأساس لتقدم الدول والثروة الحقيقية التي يعتمد عليها، والعمل على سلخه من ثقافته وهويته وموروثه الأخاقي ، وإغراقه بمفاهيم ل وثقافات مستوردة كخطوة أولى مهمة تجعله منبهرا وشغوفا ومتلهفا لكل ما يلقى إليه دون تفكير بل ويتبناه ويصبح مدافعا عنه، لأنهم يعلمون أنه عندما يكون الإنسان واع ومتفهم ويعرف واجباته قبل أن يطالب بحقوقه ، يكون أكثر انتماء إلى الوطن ويعمل بكل جدية ويكون بذلك منتجا ومفيدا في خدمة باده ، فالإنسان هوالثروة المنتجة والنافعة؛ أما عكس ذلك فسيكون وبالا على المجتمع ويسهل اقتياده، والأمم تزدهر وتنمو وتتطور بالعلم وبالمخلص من أبنائها الذين يملكون عقولا ن واعية ترفع من مستوى وقيمة المجتمع وتجعل له مكانا ب مصاف المجتمعات المتقدمة ، ن وهذا بالطبع يخيف المستعمر لأنه يدرك أن المتعلم يشكلون عقبة في وجه أطماعه.ن هذه دعوة إلى عدم السماح للجهلة بأن يديروا شؤون الوطن لأنهم سيقودونه بجهلهم حتما لغياهب الجب .

■ عون ماضي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى