دعوة لإلغاء الانتخابات
مددت المفوضية العليا للانتخابات موعد إجراء انتخابات البلديات لضعف الإقبال ، حيث بلغ عدد الناخبين المسجلين ، حسب تصريح السيد مستشار المفوضية لقناة فبراير 133 الف أي بمتوسط يزيد قليلا» عن الفي ناخب لكل بلدية ، و سوف ينقص هذا العدد عند التوجه لصناديق الاقتراع ، هذا العزوف عن المشاركة له أسبابه ، فعندما توجهنا للتصويت للمؤتمر الوطني في 7/7/2012 ، يحدونا الأمل في مستقبل أفضل ، وصوتنا لمساجين سابقين تعاطفا» معهم ، و مهاجرين عادو من مهجرهم ، اعتقادا» بأنهم احضروا معهم المعرفة و بذورا» للديموقراطية ، و كذلك لأبناء عمومتنا ، و أفرادا» من قبيلتنا .لم نكن نعرف أحدا» ، مجرد أسماء ، و توقعات متفائلة عن بعضها ، أو مصلحة مرجوة من بعض آخر ، حددت مدة المؤتمر بسنة و نصف و الذي كان مؤتمر تأسيسي حددت مهامه في تعيين رئيس وزراء و اختيار هيئة تأسيسيه لصياغة مشروع الدستور و اعتماده و طرحه للاستفتاء خلال ثلاثين يوما» من هذا الاعتماد ، و أخيرا» إصدار قانون الانتخاباتوفقا» للدستور ، لكن هذا المؤتمر تحول الي حلبة صراع بين اكبر كتلتين داخله ، تحالف القوي الوطنية بقيادة الدكتور محمود جبريل ، و حزب العدالة و البناء الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين . كان الأداء مخيبا» للآمال ، و تعرض هذا المؤتمر لعدة نكسات ، رافضا »الرحيل رغم كل ما تعرض له ، من محاولة اغتيال رئيسه ، الي انفصال الكتلة 94 التي اعترفت بالبرلمان و طالبت بعدم التجديد للمؤتمر ، مرورا »بمنح 900 مليون دينارلدروع ليبا و كذلك الغموض الذي حاط سرقة شاحنة نقل الأموال تابعة لبنك ليبيا المركزي في مدينة سرت بلغت اكثر من 54 مليون دولار ، و ذلك في العام 2013 ، مرورا» بتل جعودة و حنين ، و لازال مستمر معنا تحت مسمي المجلس الأعلى للدولة . ثم كانت المهزلة بانتخاب الهيئة التأسيسية لصياغة الدستور في 20/2/2014 ، و اتي منحت مدة شهرين لإنهاء أعمالهأسوة بلجنة الستين الأساسية التي أنهت أعمالها خلال أشهر معدودة ، و صاغت دستور كان يعتبر في وقتها من أفضل دساتير العالم ، هذه اللجنة التي منينا بها منذ عشر سنوات لا زالت تتقاضي في مرتباتها و مزاياها ، حيث بلغ أجمالي مكافئتها خلال ثلاثة أشهر فقط 2 مليون دينار و لا أحد يبالي . ثم نكبنا بمجلس نواب لا تتمناه لعدوك ، هزيل ركيك ، تعددت انقساماته و تاهت قراراته ، فلا رؤية لديه ، و لا إرادة ، و المصلحة الشخصية قبل كل شيء .لقد صوتنا لهذه المجالس الثلاثة ، و نتحمل جزء من الذنب ، فلا ديموقراطية تحققت ، و لا ناطحنا دبي ، و لم تبلغ مرتباتنا 5000 دولار ، و أصبح الدلاع ترف ، وسوف يستمر العزوف في ظل هذه النتائج ، فلتحل هذه المفوضية و نوفر كل المصروفات المتعلقة بها و عملياتها الانتخابية ، فالديموقراطية لا تولد بين ليلة و ضحاها ، انها تحتاج اليوعي و إدراك ، الي إحساس تام بالمسئولية ، الي أشخاص يخافون علي وطنهم و يقدسونه ، و الي زعماء بحجم هذهالمسئولية . يخافون الله في وطنهم و شعبهم .
■ فايز حليم