سيادة الوطن تتضمن السيطرة على المنافذ البرية والجوية والبحرية وحتى تحت الأرض إذا كانت هناك أنفاق بأي منفذ، وعدم السيطرة على منافذ الجنوب بالذات فتح علينا هذا الباب الكبير من الهجرة غير الشرعية التي تنتشر ببلادنا بالطول والعرض ولكل الاعمار ولكل الحالات الصحية فهناك المعاقين وهناك المرضى النفسيين أيضا .. وهي حالات تشاهد بأم العين، لكن ما هو أخطر من الهجرة غير الشرعية ذلك الذي يشهده الجنوب من زحف خارجي وصل إلى مرحلة الاستيطان حيث انضم إلينا آلاف السكان الجدد وأصبحوا يشترون المساكن بأسعار خيالية بما يوحي أن هناك مشروعا خبيثا تقف وراءه دول أخرى يهدف إلى تمكين عدد من الأفارقة والقبائل الرحل من الجنوب الليبي حتى يصبح ذلك أمرا واقعا ونجد أنفسنا أمام زحف سكاني أسمر لم يكن في الحسبان ولم يكن ليحدث لولا هذه الأزمة المسماة ليبية وهي في الحقيقة أزمة تفتعلها الأجسام المهترئة التي تسيطر على المشهد وباتت على قناعة تامة أن استقرار ليبيا يعني انتهاء دورها وغلق باب مصالحها الخاصة، وهي تقف حجرة عثر أمام كل خطوة تستهدف إصلاح حال البلاد والاتجاه نحو مولد دولة حقيقية لها مؤسساتها ونظمها وقوانينها تحقق وتضمن سيادة الوطن، وحتى لا يستوطن الجنوب ها نحن ندق ناقوس الخطر .
■ امحمد ابراهيم