بات من المؤكد أن ما تعيشه بلادنا من فوضى وعدم استقرار وهشاشة في نظامها الأمني وتشظي مواقف نخبها الوطنية وتشتت وجهات الساسة والمسيسن والممتطن صهوة العمل السياسي الهزيل قد حول البد إلى وطن غير مسيج ومستباح لكل من هب ودب، ليس فقط أمام الآلاف المؤلفة من المهاجرين غير الشرعين ولا أمام ملايين الأطنان من الأغذية والأدوية المهربة والمجهولة المنشأ ،ومئات الحاويات المحملة بالممنوعات والمحظورات تستهدف بدا لم تعد مسرحا للصوص والمجرمين الدولين وصناع الفساد التقليدين فقط ،ولا هي فضاء مفتوح وغنيمة سهلة للذئاب الدولية المتربصة فحسب، بل صارت للأسف الشديد وجهة لكتاب التقارير المغلوطة وللدارسن والباحثن المجندين من قبل المنظمات الإقليمية والدولية ذات الأهداف المشبوهة . يؤكد ذلك حملة التقارير الدولية التي بدأت تظهر علينا ونتائج الدراسات والأبحاث التي تجريها بعض المنظمات والمراكز والمؤسسات الأجنبية على مجتمعنا بين حين وآخر، وتتناول مختلف القضايا والظواهر، وتغوص في تفاصيل التركيبة الليبية، مستخدمة أدوات بحثية ظاهرها علمي وباطنها سياسي ذا أهداف لم تعد خافية . الغريب أن أغلب تلك التقارير والدراسات لا تذكر بلادنا بخير بل تضعها في ذيل القائمة العالمية على صعيد تحقق الأمن والاستقرار وانعدام الجريمة والقضاء على الفساد ومختلف الظواهر السلبية ،وفي ذات الوقت تضع تلك التقارير والدراسات بلادنا في مقدمة قائمة البلدان والدول الفاشلة والعاجزة والتي تحتاج إلى تدخت وتدويل لقضاياها وأزماتها . علينا أن ا نحذر من الزيارات واللقاءات المشبوهة التي يقوم بها مسؤولو وسفراء بعض الدول الذين تجاوزوا كل الصلاحيات وأصبحوا يتجولون بكل حرية وأريحية في شوارع بلدياتنا وفي أروقة مؤسساتنا السيادية والأمنية والخدمية، يملون إملاءاتهم على مديريها ومسؤوليها، ويرسمون لهم الخطط والمخططات، ويلعبون دور الذئاب التي تقود القطيع إلى المرعى .
■ الفيتوري الصادق