مقالات

وفي هذا فليتنافس البوزرايبية وجمال بحر وعلي رحومة

لا احد على الاطلاق يستطيع ان يقول بان مدينة الزاوية قد وصلت الى مستقر لها .. فهي تعاني الكثير خاصة فيما يتعلق بالظروف الأمنية سواء تقاسمت تلك المعاناة مع كل المدن الليبية عقب فبراير مع فوكس اعلامي مجهري على معاناتها في منصات التواصل اوانها بالفعل احتلت ذيل القائمة في استتباب الامن .. لكن أحدا أيضا لا يستطيع ان ينكر بانها قد دخلت ماراثونا تنمويا مبهجا في بطين قلبها المركز و في بطين قلبها الجنوبي في أبو صرة او في بطين قلبها الغربي في المطرد والحرشة .. فقد انشقت الأرض في طريق الزهراء وفيما كان يعرف بارض قسم النجدة عن مدينة طبية متكاملة طفقوا في الحفريات والانشاءات المتعلقة بها وطرق حديثة ربطت كل أركانها ومروة لبنانية أخرى تستعد لزيارة وصول نهرها الصناعي الى بئر ترفاسها واسطول من شاحنات ومعدات النظافة والذي أزال عن وجهها غبش القمامة التي استعصمت بشوارعها وميادينها منذ اكثر من نصف قرن .. وبيت من بيوت اهل تعالى تسابق الانشاءات الضخمة فيه الزمن ويقع مستواه بين الجامع الحديث وبين المركز الإسلامي ويحتل قلب ميدان الزاوية ومؤسسات أخرى في ابوصرة التي كانت قبل ردح قريب من الزمن نسيا منسيا قبل ان يطالها العمران وتبصر فيها النور مستشفيات عامة جيدة ومركز كلى متطور وبنى تحتية من شوارع وجزر دوران ومؤسسات خدمية جماهيرية تتكاثر وتنمو يوما بعد يوم وبنى تحتية أخرى ومسارات جديدة في سواني سبان التي لم تطأها قبل اليوم عجلات مركبة سائق منذ الازل .. ونشاط بنيوي كبير في بطين قلب الزاوية الغربي حيث همم الرجال والعمل الدؤوب الذي يصل الليل بالنهار من اجل الارتقاء بالركن الغربي هذا .. لقد أتى ثلاثة المذكورين في العنوان قومهم و بلدياتهم بطانا ولم يأتوها خماصا لذا فانهم دخلوا ماراثونا تنمويا للمصلحة العامة لا يتمنى احد في المنطقة او في كل ربوع البلاد الا ان تتسارع وتيرته وقوته خدمة لهذا الإقليم الذي عانى تهميشا كبيرا لعقود طويلة مضت .. وفي اقصى شمال الزاوية وحيث اقطن انا واراقب في صمت بحر ديلة منتظرا بفارغ الصبر واسوة بغيري من المنتظرين طائر الفينيق الذي يرنو الى استتباب الامن لينهض من غثاء مياه الشاطئ الممتد بين مرسى ديلة وبين جودائم و ليسفر حين يسفر عن ميناء تجاري ضخم أجريت كل مسوحاته الهندسية العالمية والتي تبين منها انه يربض في خير مكان على طول المتوسط يناسب انشاء ميناء اقتصادي تجاري قد يغير رمة الإقليم الليبي والعربي والافريقي ويكون حلقة وصل وازدهار بين قارتي اوروبا والوطن العربي وافريقيا .. فالشركات العالمية ترنو الى الاستثمار فيه واستغلال جاهزيته واعماق مياهه الساحلية الطبيعية والمناسبة لهكذا مشاريع ضخمة وموقعه الاستراتيجي خير استغلال .. وحيث ان الاقتصاديين يؤكدون بان راس المال الأجنبي رعديد يعاني الخوف والجن فلا امل في استقطابه الى بلادنا الا حين يستتب الامن تماما في هذا الإقليم وحين يدرك الجميع بان اليد اليمنى لا تقطع في الحرب الا يسراها وان المقذوف لا يستقر بعد اطلاقه الا في قلب اخ او صديق او صهر او مسلم وان السيوف لا بد ان تعود الى اغمادها وان الأسلحة لابد ان تدخل دشمها فهي لم تخلق الا لمواجهة عدو خارجي ظالم .. وفي كل هذا وفي كل ذاك فليتنافس المتنافسون من اجل إقليم يتوق الى النهوض والارتقاء ليعانق اقاليما أخرى عزيزة ناهضة في هذا الوطن الليبي المعطاء .

■ عبد الله الوافي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى