الشجرة التي تحميكم من الحر وتمنحكم الأكسجين، وتجلب السحب إليكم صارت فحما، يباع بالكيلو ويرتفع سعره، مع ارتفاع سعر الدولار .. وصرنا نفقد قيمة الشجرة بعدما لفحنا الحر الشديد . كما قال الشاعر : (وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر) لعل سبب زيادة الحر ،تأكل الغطاء النباتي، وحلول التصحر، بوجهه الشاحب ،عندما كان الغطاء النباتي جيدا ،لم نشعر بدرجات الحرارة العالية، التي صارت تزعج الجميع، وتأثر على الصحة والإنتاج ،ورغم أن الظاهرة بصورة عامة عالمية، نتيجة الاحتباس الحراري جراء العبث بالبيئة ،فإن زيادة التصحر في منطقتنا ،وتأكل الغطاء النباتي زاد الطين بلة كما يقولون .. نفتحولت المساحات الكثيفة من الغابات إلى أراض متصحرة ، بعد أن أهملت وطالتها يد العبث، حيث تم قطعها وتحولت إلى أكوام من الفحم تباع بأغلى الأسعار، مما فتح شهية الجشعين ،إلى الاستمرار في هذا العبث بالغطاء النباتي، مع توقف شبه تام لحمات التشجير .. كنا في المدارس نحتفل في الشتاء بعيد الشجرة، ويشاركنا مدير الناحية في هذا الاحتفال ونلقي الكلمات والأناشيد التي تمجد قيمة الشجرة ، ثم ننطلق في حمات تطوعية لغرس فسائل الأشجار، وكانت هناك مادة في المنهج الدراسي تسمى (مادة الزراعة) توظف في تهذيب رعاية الحدائق داخل المدرسة ،ويتعلم الطالب كيفية التعامل مع المزروعات والأشجار. واليوم صرنا نشتكي الحر . فهل يدفعنا ذلك إلى غرس الشجر، وعودة حصة الزراعة ،بثوب عصري جديد ،في مناهج طابنا حتى ينشأ طابنا للعلى حب الشجرة بدل العبث بها .
■ الدكتور : خليفة العتيري