الأيام تمضى والسنين تمر .. ونحن لم يتقدم حالنا ولم نفلح ونتميز إلا في القيل والقال (وتقييد الأحوال) والترصد لبعضنا البعض وفي الكلام الذى لايحلو لنا إلا في موائد المناسبات وجلسات المقاهي ومكاتب وإدارات الهيئات والمؤسسات .. لاعمل ولا إنتاج كل همنا وحديثنا التطاول على بعضنا البعض .. لم تترك شاردة ولا واردة .. سياسة العالم ومشاكله وحرب أوكرانيا والسودان وفلسطين وحرب غزة ودوري كرة القدم .. وكل الملفات الساخنة والباردة حديث مناسباتنا واهتمامنا .. ونحن نجري ولاندري بلادنا منهارة سياسياً واقتصادياً وثرواتنا ومصارفنا وحدودنا بين فكي كماشة السماسرة وتجار الأزمات ولم نستطع أن نحرك ساكناً في مجابهة الحالة المتردية التي زادت من حجم المعاناة التي لم يحس بها إلا من يتلظى بسعير ارتفاع الاسعار وقلة السيولة وعدم الاستقرار .. لا انتخابات ولا برلمان قادر ولاحكومة تحل الاختناقات السياسية التي تزداد كل يوم في تصعيد الأمور .. لا انفراج في ظل التعنت الجهوى المتسلط بعدم فك الخلافات التي تعمقت بشكل لاتراجع فيه .. إلا بتطبيق مقولة فرعون .. لا أريكم إلا ما أرى .. وكل شيء هو لي .. الواجهة والسلطة والمال .. ومن لم يكن معي فهو ضدي . ولازلنا ذاهبين ولا أحد يدرى نحن إلى أين؟
■ عبد الله خويلد