أشار أحدث تقرير دولي صدر الأيام الماضية إلى وجود أكثر من 725 ألفا و304 مهاجر يمثلون 44 جنسية في مختلف المدن الليبية ، هدفهم الأساسي الهجرة إلى دول الاتحاد الأوروبي ، عبر الشواطئ الليبية. هذا الرقم جاء بناء على عملية جمع للبيانات قامت بها المنظمة الدولية للهجرة التي تنشط في بادنا منذ العام 2016 لحيث تتولى حصر ومتابعة وتقديم الخدمات للمهاجرين المتواجدين على الاراضي الليبية. .خال الشهرين الماضين قامت المنظمة بإعداد تقرير عن أحوال المهاجرين في عدة مناطق ليبية عبر فرق عمل تتبعها ، إلا أنه من الضرورة أن نشير إلى عملية الحصر هذه لم تطلهم جميعا لأسباب مختلفة، فمنهم من يحرص على الابتعاد عن المنظمات ليكون بعيدا عن أعن السلطات لتسهل عملية عبوره للبحر ، ومنهم من يتخوف من سطوة عصابات التهريب، ومنهم من لا يريد أن يلفت الأنظار إليه ، وفي جميع الاحوال إذا كان التقرير قد وضع أرقاما تقديرية عن عدد المهاجرين ، إلا أن الأعداد الرهيبة من المهاجرين المنتشرين في بادنا لتتجاوز أرقام المنظمة بمرات عدة وهو ما جعل دول الاتحاد الأوروبي تستشعر الخطر من طوفان المهاجرين الذي يعبر المتوسط عبر الساحل الليبي ، ومما زاد الطن بلة الحرب الدائرة في السودان بن الجيش السوداني والدعم السريع والتي أدت لتدفق آلاف النازحن عبر الحدود الجنوبية مع ليبيا . الاتحاد الأوروبي يسعى من جهته بالتنسيق مع السلطات الليبية شرقا وغربا لفرض قيود على الهجرة إلى أوروبا ومراقبة الأوضاع الإنسانية للمهاجرين ، خاصة في ظل ازدياد الأحاديث عن انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان وتعرضهم للتعذيب في مراكز الإيواء سيئة السمعة والتي تقع تحت سلطة جماعات غير نظامية ، والتي يمول بعض منها من دول الاتحاد . الوفد الفني الأوروبي الذي وصل طرابلس اليومن الماضين سيبحث حسب المعلن مع المسؤولن في ليبيا يمع السلطات الليبية ملف الهجرة وتأمن الحدود ، الإ أن مخاوفنا تزداد يوما بعد يوم أن يمرر الأوروبيون رؤيتهم لمعالجة ملف الهجرة عبر توطن آلاف المهاجرين في بادنا لعبر مشاريع براقة وفضفاضة مثل إعادة تأهيلهم أو دمج غير القادرين منهم على الهجرة في المجتمع الليبي ، وهو أمر سيشكل خطر كبير علينا وعلى بادنا ، وخاصة بعد لأن بدأ اليمن المتطرف يتقدم رويدا رويدا في الانتخابات التشريعية في عدد من الدول الاوروبية. على المسؤولن الليبين وهم ييستعدون لعقد مؤتمر دولي حول الهجرة منتصف شهر يوليو الجاري الانتباه وعدم الانجرار وراء المخطط الأوروبي الخبيث لتوطن المهاجرين في بادنا ، مهما كانت لالوعود والمغريات ، لو حدث ذلك فسيصبح الليبيون أقلية في بادهم .
■ عصام فطيس