مقالات

أما بعد

مقتل الدكتور (الشيباني) علي فرفر سيميولوجيا!!

مات الدكتور علي فرفر في حادثة مرورية شهيرة في العاصمة طرابلس بينما كان يقوم بممارسة رياضة المشي في ليلة حزينة من ليالي العاصمة .. كان موته مصابا جلا رحمة الله عليه وكنا وكان الاعام للالليبي وكان الوطن ثالثنا في امس الحاجة اليه .. مات دون ان يكمل مشاريعه الإعامية خاصة مشروع لالصحافة الاكاديمية المهنية مع الشريك الأوربي.. كان إعاميا فذا ودبلوماسيا كبيرا وناطقا لعدد كبير لمن اللغات الحية ومفكرا حقيقيا ومتواضعا وخلوقا .. والحقيقة ان حزني عليه الذي قد يكون الأقل رقعة من حزن جهابذة الاعام الليبي من مجاليه الا ان لالألم عصرني عندما تناهى الى مسامعي الوصف السيميولوجي السخيف الذي كان قاتله في الحادثة المرورية يكرره كلما سألوه عن سبب حبسه في احدى سجون طرابلس .. كان يجيب بانه في السجن الاحتياطي لأنه ) ناش( شيباني .. و) ناش( هذه معناها طبعا انه ضربه بدون قصد وان الضربة كانت جانبية جدا لكنها أودت بحياته .. المشكلة ان كلمة ) النوش( غير موجودة في قانون المرور الليبي الذي قرأته جيدا عندما كنت طالبا في القانون في الجامعة المفتوحة .. فقانون المرور الليبي يحدد أسباب الحوادث التي تؤدي الى القتل الخطأ او الإصابات الجسيمة وهي الطيش او الرعونة او عدم الدراية او التهور وليس النوش من بينها طبعا ..اما الكلمة الثانية فهي كلمة ) الشيباني( فقد استخدمها هنا المتسبب في الحادثة وهو قائد المركبة الالية التي دهست الدكتور للتقليل من أهميته والتقليل من شانه خاصة الشأن العمري فهو كما اريد له بالكلمة مجرد عجوز طاعن في السن وهذا مصاب جلل ..وحتى كبار السن والطاعنين في السن والشيابين لا ينبغي ان نتعاطى مع حياتهم وموتهم على هذا النحو حتى اذا كانوا اميين لا يجيدون القراءة او الكتابة وحتى اذا كانوا طرحى الامراض المستعصية .. اما فرفر الذي قتلته يا سيدي فقد كان عالما من علماء الامة في الاعام وكان كما تلقيت قبل لحظات من وصولي لالى هذا السطر في كتابة هذا المقال المتواضع وهاتفيا ومن احد اساتذتي في الاعام حين اخبرته لبانني بصدد كتابة مقال عن الدكتور فرفر فقال بانه كان فيلسوف الاعام الليبي بكل ما تعنيه الكلمة وان لالكل كان ينتظر الكثير منه .. ان التعاطي مع الناس واهميتهم على أساس معيار العمر مصاب جلل وهذا معناه ان الذي قتل الشيباني مصطفى العقاد في تفجير إرهابي في دمشق وهو الذي قدم لامة العرب وامة الاسم مالم يقدمه مايين الشباب عبر فيلمي لعمر المختار و الرسالة وكان يستعد لإنجاز فيلم ثالث حول صاح الدين الايوبي برؤية عربية إسامية للوفن عظيم وليس كما جاء في الرواية الأجنبية في مملكة السماء المهينة للعرب والمسلمين .. بان قاتل الشيباني العقاد لم يفعل شيئا ولم يفعل كبيرة .. وان حياة العالم ) الشيباني ( متولي الشعراوي مثا لخاصة منها السنة الأخيرة ليست اهم من حياة الف شاب عربي مسلم لا يجيدون القراءة والكتابة رغم انهم تخرجوا من الجامعات ويرفضون انزال حمولة شاحنة من الدقيق او الاسمنت في ميناء الشعاب ويحتكمون الى الساح لحتى اذا ) فنص( فيهم احد بدون قصد ويميلون الى ارتكاب كل الموبقات ما ظهر منها وما بطن ..ان أهمية الانسان تتعلق بإنسانيته وتتعلق بما يقدمه للوطن والأمة من عطاء ومن علوم نافعات ومن تضحيات وطنية جمة ولا عاقة بكبر وصغر السن في تلكم لالمعايير ..وقد افتقدنا الرجل مرتين مرة عندما غادرنا قبل ان يكمل عشرات الطموحات ومن بينها مشروع الصحافة المهنية والماجستير المهني والذي تشرفت ونخبة من أساتذة الاعام في الجامعات لالليبية بمشاركته إياه والذي عبر من خاله الشركاء لالاوربيون عن صدمتهم في خسارة الرجل ووجدنا انفسنا في قاعات الجامعات الإيطالية بدونه .. ومرة أخرى عندما وصفوه سيميولوجيا بما وصفوه .. رحمة الله عليه .

■ عبد الله الوافي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى