(الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية) لا أعرف إن كانت هذه المقولة هي قول مأثور ، أم حكمة ولكن وفي كل الأحوال فإن مدلولها يحمل معان كبيرة ،هذا القول نردده كثيرا ولكن لفظيا فقط فهو معطل تماما بل خارج الخدمة عندنا نحن الليبين .. واستبدلنا ذلك بقول حديث( إذا لم تكن معي فأنت ضدي!) فالليبي إذا ما اقتنع بفكرة أو رأي حتى وإن كان يعرف أن رأءه أو طرحه خاطئ ويجانبه الصواب فلن يتراجع ولن تستطيع إقناعه والحقيقة لا غرابة في ذلك فهو من وضع فكرة(معزة ولو طارت ..) وبالتالي يعتبر أي رأي مخالف لما يقول هو خاف وتحد لكبريائه .. رغم إن هذا القول المأثور يحث على الحوار والمقارعة بالحجة واستخدام العقل والبعد عن العواطف ، ويوضح أن عدم التوافق في الآراء والمواقف بيني وبينك لايعني الخاف والقطيعة ، كما لايعني الكره ، لأن الاختاف هو محصلة منطقية لتباين مستوى التفكير بن شخص وآخر وفي طريقة الإفهام وكيفية إيصال المعلومة ، لذا لا يجب أن يكون مدعاة للخصومة والتصادم ، ولايبيح لنا هتك أعراض بعضنا والمشي بالغيبة والنميمة ونشر الأكاذيب واختلاق العداوات . يقول الله تعالى : (قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقن) . والبرهان هو الحجة والدليل والذي لايتأتى إلا بالعقل ، والعقاء يعلمون أن الاختاف من نواميس الكون ، وبالتالي فهم يتحاورون في حدود العقل والمنطق ، ويحاولون أن لا تصل اختافاتهم ل الفكرية للتأثير على محيطهم الذي يظم مستويات متفاوته ثقافيا وعلميا . يجب أن نتعلم أدبيات الحوار الهادئ والمثمر والمنتج والمفيد للرقي والتقدم ، وأن ندرك أن مخالفتي لرأيك لا يعني ازدراء عقلك أو التقليل من مستواك الفكري أو الاجتماعي فالاختلاف هو من طبيعة الحياة .
■ عون عبدالله ماضي