في لبنان حيث لا يعلو صوت فوق صوت الصواريخ والقذائف في الجنوب ويعيش السكان هناك حالة حرب غير متكافئة مع العدو الصهيوني الذي يقوم بشن هجمات عشوائية على الأحياء والبيوت السكنية في الجنوب على مدار الأربع والعشرين ساعة ويهدد بشن حرب شاملة على الجنوب اللبناني وهو ما دفع السكان هناك للنزوح من منازلهم ومزارعهم خوفا على حياتهم من مجازر جديدة قد يرتكبها الصهاينة على غرار المجازر التي ارتكبها ولا يزال يرتكبها في غزة.. في المقابل يعيش السكان في شمال لبنان وبقية المناطق الأخرى حياة مليئة بالصخب والاحتفالات والمهرجانات غير مكترثن بما يحدث في الجنوب من الباد رغم التهديدات الإسرائيلية وكأنهم يعيشون في بلد آخر وليس في بلد يمكن أن تندلع فيه حرب شاملة ومدمرة في أي وقت وحن !ولست أدري هذا الشعور؛ هل هو نابع من وراء تأقلم الشعب مع ثقافة الحروب والمواجهة أم أنه نابع من مبدأ ( اخطى رأسي وقص !) هذا الوضع ذكرني بما عايشته أنا شخصيا عام 2014 رغم اختاف الزمان والمكان عندما تعرضت المنطقة التي أعيش فيها إلى قصف واجتياح من قبل ما أطلق عليها آنداك بعملية (فجر ليبيا) و على مدى أكثر من 60 يوما اضطر فيها السكان لترك منازلهم وممتلكاتهم والنزوح بما خف وزنه وغلى ثمنه خاصة بعد أن أوقع القصف العشوائي عددا من القتلى والجرحى بن المدنين في حن تعيش المناطق المجاورة حياة طبيعية وكأن ما يحدث في منطقتي يحدث في منطقة أخرى تقع على سطح القمر وقد تكرر هذا الموقف في معظم المدن والمناطق الليبية حتى في طرابلس التي هي عاصمة الباد وصرنا نتقبل هذا بكثير من رحابة الصدر وقليل من الاستغراب وكأن القدر يمهدنا لما هو أدهى وأمر! فاللهم إننا لا نسألك رد القضاء ولكن نسألك اللطف فيه .
■ عبدالله سعد راشد