المصالحة الوطنية التي نعنيها ليست المصالحة مجموعات تقاتلت، أو أفراد ومناطق على المصالح تنازعت، ولا جماعات على السلطة تصارعت، تلك القضايا على أهميتها، يحسمها الدستور، ويضبطها القانون وتنتهي مع الوقت . لكن المصالحة الوطنية الحقيقية التي نعنيها ،هي مصالحة المواطن مع الوطن . وهي الجوهر ، تلك المصالحة التي تخص كل فرد ، و التي تؤتي نتائج باهرة وتقضي على كافة العلل ، والأمراض الاجتماعية ،التي يعاني منها الوطن … المصالحة الحقيقية ، تبدأ بالمواطن الذي ينبغي أن يسأل نفسه ، بعد أن يتصالح معها :ماذا قدم لوطنه من خدمات جليلة ؟ هل حافظ على أمنه ومناعته؟هل عمل بنصح وتفان وإتقان طيلة ساعات عمله.؟هل ساهم في بناء وطنه بإخاص ؟ لهل زرع بذور المحبة بين أبناء وطنه؟هل أسهم في إطفاء نار الفتنة في وطنه ؟ هل ساهم في حل المشكات التي تواجه وطنه.؟لهل ساهم في رفعة وطنه بالعلم والعمل والمثابرة ؟ هل اخلص في تربية أبنائه ؟ هل كسب رزقه من المال الحلال ؟ هل أبتعد عن أدران الرشوة والمحسوبية والوساطة ؟ هل قدم زكاة ماله للمحتاجين ؟ هل أبتعد عن كل عمل مشين يخدش وطنه ؟هل ساهم في تحسين صناعات وطنه ؟ هل ساهم في المحافظة على نظافة باده ؟لهل كان معول بناء ؟ هل احترام قوان باده بدأ من الإشارات ن الضوئية في الطرقات وصولا إلى كافة القوانين ؟ هل دفع ما عليه من التزامات في الوقت المحدد؟ هل أبتعد عن مظاهر الغش والتدليس ؟ هل ساهم في التضامن مع مجتمعه في الأفراح والأتراح ؟ هل ساهم في مساعدة الضعفاء والأرامل والأيتام والفقراء في وطنه.هل ساهم في الجمعيات الخيرية في باده ؟ لهل ساهم في الحمات التطوعية في وطنه ؟ لهل ساهم في محاربة الظواهر الهدامة في وطنه ؟ فإذا كانا الإجابة بنعم ، عند ذلك فقط ،يكون قد تصالح مع وطنه وأسهم في رفعته، وسامته ، وحقق المصالحة الوطنية الحقيقية ،وصار مواطن صالحا …
■ الدكتور: خليفة العتيري