ل تعالى : (اَْلُمال وَالْبَنُونَ زِينَةُ الحياة الدنيا ) في هذه الآية يخاطب الله عباده المؤمن وقد أراد بها الموعظة و اخذ العبرة بأن نعمة المال والبين التي ترونها ويتمتع بها المشركين ماهي إلا زينة في الحياة الدنيا ، وأنها إلى زوال ، وهذا يؤكد ان الاغتباط بالمال والبين كان شيئا معروفا عند العرب وغير العرب ، ولكن لا أعتقد انه يوجد شيء اسمه مال فاسد وآخر طيب صالح للتداول والمعاملات الناس كما يفسر عندنا اليوم ، فالمال هو نفس المال ، سواء أكان أوراق مالية أو أماك أو غيرها ، وإنما من يجعل هذا المال فاسدا هي تلك العقليات السلطوية الفاسدة ، والنفوس المريضة التي تتكالب على جمعه وتكديسه بغير وجه حق ، نهبا وسرقة من خزينة الدولة التي هي ملك لكل الشعب والتي تتخذ من مقولة الميكافلية الغاية تبرر الوسيلة منهجا وطريقة حتى وإن كانت الوسيلة إيذاء الآخرين والتعدي على حرماتهم ، واستغالهم وإذلالهم وتسخيرهم لخدمتهم، من أجل تحقيق أحامهم الواهية في الوصول الى منصب أو مركز اجتماعي يجعلهم من علية القوم ، ليزدادوا نفوذا وسطوة تمكنهم من الدعس على رقاب الملايين من الناس ، ولكن وحتى أكون منصفا يجب الاعتراف بأننا كمجتمع نساهم بدرجة كبيرة في زيادة عدد عديمي الضمير والفاسدين، فالفاسد لم يخلق من العدم أو أتت به النيازك المتساقطة من السماء ، بل هو فرد من أفراد المجتمع عاش وتربى وترعرع وسطنا ربما استغل ذكاءه وشطارته وتقدير المحيط به ، نفيدفعون به إلى أعلى المراتب مستغل سذاجتنا وحكمنا الظاهر على شخصيته ، وهنا نكون نحن من صنع هذا الفاسد وسينالنا العذاب الدنيوي من شظف الحياة ومعاناتها ولن ننجوا من العقاب الإلهي يوم لاينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم ..! يجب أن نواجه الواقع بكل جرأة وشجاعة،وأن نحسن الاختيار لمن يتولون أمرنا ، وأن نصدح بالحقيقة في وجه كل من يحاول الصعود والوصول على حساب مصلحة الوطن والمواطن ..
■ عون عبدالله ماضي