أردت أن أتوجه إلى سيادة مقامكم الرفيع ، برسالة مفتوحة عبر صحفية الوقت الموقرة ، لست مكلفاً بها من أحد إلا ربما من بعض بقايا مسؤولين وأثريا فوق القانون وتجار جملة ومضاربين ، ونقابة خبازين وأصحاب عقارات بمستندات أملاك غير مقدسة ، وقصابين جشعين وسوادهم من صنف ) لاصدّق ولا صلّى ( ماسوخيين منحازيين لعقيدة دينية ماسونية ضد أحكام ) في كتاب مكنون ، لايمسه إلا المطهرون ، تنزيل من ربِّ العالمين ،أفبهذا الحديث أنتم مدهنون وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون ( صدق اللِّ العظيم إنهم يحبون غسيل الأموال حبّاً جمّاً ، ويأكلون الدنانير الليبية التي تدنت قيمتها أكلا لما ، الحالمين بالقعود على كراسي التسلط والاستبداد جاثمين ، فوق صدور الشعب الليبي ، إلى أجل غير مسمى ؟؟ الداعين عبثا إلى اجترار أقاويل المصالحة الوطنية والانتخابات الرئاسية والنيابية وكأنها ازدراد مضغة يلوّكها لسان قائل : إئتلف الحمار بأم عمرو … فلا رجعت ولارجع الحمار ؟؟ ولن نجد من يقي جماهير شعبنا الليبي ، شر القذف بها إلى أشد سراديب ذوي الأنوف المعقوفة ظلاماً ؟؟ وبناء على ماتقدم ، لا أدري ياسيادة المحافظ ، إذا كانت تقاليد الصحافة الليبية الحديثة ، لاتزال تسمح بأن يوجه كاتب أو صحافي رسالة مفتوحة إلى حاكم بنك مركزي ، يقول فيها مايعتقد أن المصلحة الوطنية والقومية والاقتصادية والاستثمارية تفترض قوله ، لا لأن الكاتب أو الصحافي يعرف أكثر من سيادة المحافظ ، وليس لأنه يملك من النصائح مالايملكه أو يعرفه المتحلقون حوله من المديرين والمستشارين ، بل لأن الكاتب أو المحرر الصحافي ، يصل إلى مسامعه ، مالايصل إلى مسامع سيادة المحافظ عادة ، ويرى من موقعه المطل على أكثر من فريق ، مالايراه المحافظ من عليائه دائماً ، والكاتب أو الصحافي في أي عصر أو مصر ، وتحت أي ظرف هو أقرب إلى نبض جموع الشعب من أي مسؤول وخاصة في الأنظمة السلاّبة النهّابة التي لاتملك حرية تعبير أو صحافة حرة . * أقول لسيادتكم الموقرة وأنتم بشخصكم الكريم و تمثلون القيادة المالية والاقتصادية والمصرفية والاستثمارية ، وأنتم الرمز الدولي والعالمي للصناديق الإنتمائية والضمانية، لاأدري لأنه في ظل المسار الكلي للإعلام في ليبيا أشعر بأن هناك سياقاً مفروضاً على الكتابة بقلم واحد ، وعلى ورق أبيض وأزرق واحد ، اقتصر على رسائل استرحام أو استعطاف أو تمسّح يكتبها الصحافي أو الكاتب عادة مرفقة بطلب أوطلبين شخصيين كما تبدي أو بدا في علمي أو حاكم بنك مركزي ، كتب خطاباً إلى صحافى أو كاتب أو محرر ؟؟!! * ففي ماضي الإعلام والصحافة المنصرمة أو القديمة ، أيام الخمسينات ، حفلت الصحافة الليبية في عهد الانتداب البريطاني ، وأيضاً في عصر الجماهير ، بالتخاطب الدائم بين الإعلام والسلطة ، فالبريد أيام زمان ، لم يكن أبداً باتجاه واحد ، والحوار لم يكن بين ) حكواتية( الشوارع وطرشان السلطة حاملى الشهادات الدكاكينية « وخش ياامبارك بحمارك » للظفر بغنيمة ؟؟ * أقول قولى هذا ياسيادة المحافظ ، لأنه ليس بينى وبينك معرفة شخصية أو علاقة قد تحرجنى أو تحرج مقامكم الرفيع ، ولأن بلادنا الطاهرة ليبيا أرض الأكرمين والمكرمات إذ لم تسنح الظروف بزيارتكم منذ أن توليتم سلطة منصبكم مشمولا الهمّة ، عكوفاً على زملائك الكرام صناع المجد مثل الأستاذ مصطفى صالح جبريل والأستاذ محمد الزروق رجب والأستاذ الطاهر الجهامي ، بيد أنني كاتب منذ أكثر من خمسين عاماً لذلك سبق لي أن عاصرت الأحداث ووقائع التاريخ ، التي مرت بها بلادنا ، كما أنني أيضاً مارست الصحافة وقد وجدت نفسي مديناً لهذا البلد بما ماكتبت ، لأنها كانت مدخلي إلى متابعة الشأن المصرفي وفهم الكثير من طلاسم السياسات المصرفية . * ومن واقع الإيمان بهوى قلبي وطنياً ، فما أحلاه أن يغدو هوى قلبي وطنياً ، وبصفتكم أحد الخيّرين والاقتدار على اتخاذ القرار ، واقترح على سيادتكم معالجة تردي وتدني قيمة الدينار الوطني وذلك إتساقاً بالرجوع إلى الأصل في التشريع بتفعيل القانون رقم 1 لسنة 1993م الذي يؤكد على القيمة التقديرية للدينار الليبي المؤتمن بمثاقيل الذهب أمام الدولار الأمريكي يساوى إثنان دولار وثمانون سنتا ، علما بأن الدولار الأمريكي . لم يكن مدعوماً برصيد ذهبي ، بل هو مجرد أوراق مترسد عددياً ، لذلك أرجو أن لاتراهن كثيراً على ديمومة الاستغلال الرأسمالي البشع ، فالخيار لن يكون لصالح الليبيين ، نتيجة تمدد دول الجوار باتجاه إطالة أمد التشظي اعتماداً على إطالة زمن استحلاب البقرة الحلوب .
■ عمران سالم الترهوني