كانت كافة البيوت مشيدة من الطن التي تقع بالقرب من سور قاعدة الماحة العسكرية الامريكية , وهى معرضة لانهيار في لحظة من شدة اصوات الطائرات وازيزها التي تهبط وتقلع من القاعدة , ليلا نهار , دون أي احترام او تقدير للسكان , وفى يوم من ايام شهر رمضان المبارك , وكان شديد الحر , وجميع سكان القرية بانتظار مدفع الافطار الذى بالكاد يسمع .. بدات حركة طيران بالقاعدة غير عادية وبشكل مستمر ومن المستحيل ان يسمع معها مدفع الافطار او صوت مؤذن المسجد الذى يبعد مسافة عن القرية .. فجأة سمعوا سكان القرية دوي انفجارا شديد … عقب صاة المغرب مباشرة والبدء بتناول افطارهم البائس الفقير , ورغم ذلك فهم يشعرون بسعادة لامثيل لها … لم تدم تلك السعادة المقرونة بفرحة الافطار طويا وذلك عندما تفاجؤوا بوجود عددا كبيرا من البوليس الحربى الأمريكي التابع للقاعدة , ومعهم مجموعه من افراد البوليس الليبي … كان ذلك خال حقبة الخمسينيات من الالفية الماضية .. عرفوا سكان القرية فيما بعد بأن تلك القوة البوليسية تبحت عن الصياد الوحيد بالقرية واسمه (الحاج رمضان) الذى يقوم باصطياد السمك بمادة الجاطينة , الامر الذى يعنى الحاج رمضان هو الذى القى بالجاطينة على الطائرة الرابضة بالمهبط ل القريب من سور القاعدة .. علموا سكان القرية بان دوى الانفجار الذى سمعوه وتناولوا على اثره افطارهم الرمضانى واعتقدوا بانه مدفع الافطار هو انفجار جاطينه القاها الحاج رمضان , على الطائرة الامريكية ,.. حكمت المحكمة على الحاج رمضان خمسة سنوات مع التنفيد , بالرغم من ان الدفاع قدم مذكرة للمحكمة تشرح اسباب ردة الفعل التي قام بها المتهم مردها الى عدم احترام المسؤولن بالقاعدة ي الامريكية سكان القرية بأن اوقفوا نشاط طائراتهم ولو لمدة قصيرة ,اثناء وقت اذان مغرب الافطار .. افتى شيخ القرية لسكانها بأن افطارهم صحيح , وصيامهم اصح , طالما الانفجار له عاقة بتلك القاعدة ل الاستعمارية .. انها حكاية واقعية نقلتها من مخزون الذاكرة …..
■ عثمان اسماعيل
