مرة اخري يعود الحديث عن اجتماعات للترويكا الليبية ليتصدر واجهة المشهد الليبي ، على هامش مشاركته في اجتماع البرلمانات العربية الذي عقد بالقاهرة أعلن رئيس مجلس النواب عقيلة صالح عن قرب انعقاد جولة جديدة من المشاورات بين رؤساء المجالس الثلاثة في ليبيا (المجلس الرئاسي، ومجلس النواب، والمجلس الأعلى للدولة) بمقر الجامعة العربية بالقاهرة معتبرا أن الاجتماع الثاني المزمع عقده يأتي استكمالا للاجتماع الاول الذي أفضي لنتائج ملموسة على صعيد توحيد المناصب السياسية ! وتشكيل حكومة موحدة ! بعد تصريحات المستشار صالح التي تحدث فيها بنوع من التفاؤل ، إعتقدنا أمرين إما أننا نمنا نومة أهل الكهف (ولا نمثل بهم) أو أن فخامة الرئيس يتحدث عن توحيد مؤسسات ومناصب وتشكيل حكومة في بلد آخر ! على أرض الواقع لا جديد يذكر او قديم يعاد ، المصرف المركزي مصرفان والجيش جيشان ، والحكومة حكومتان ، وحتي التفاهمات التي يتم الاتفاق عليها بين الاطراف الليبية تظل رهينة للمحاضر التي تم الاتفاق عليها ، ومن هنا نستغرب السير في طريق موصد بالأساس ، فمنذ متي نجحت الجامعة في معالجة أي قضية أنيطت بها ؟ ولا ننسي الجامعة العربية كانت اداة من الادوات التي استخدمها الغرب لتدمير ليبيا ، إضافة أخري هل تملك الجامعة القدرة على تمرير أي إتفاق فيما فشلت الأمم المتحدة منذ العام 2011م عبر ثلة من مبعوثيها في تحقيق اي إنفراج يذكر ! الامين العام للجامعة العربية يدرك إن محاولاته لايجاد حل للازمة الليبية ستظل قاصرة عن الوصول لحل ، لانه يجب أن يدرك أن جمع الترويكا لن يأت بحل لأن نطاق سلطاتها لايتجاوز ردهات مكاتبها ، والتوصل لاتفاق شامل للخروج من الازمة يتطلب توافقا إقليميا ودوليا ، فالأزمة الليبية هي أزمة من صنع خارجي ، والاطراف الخارجية لن تجيز أي حل لا يتوافق مع مصالحها . قد يسهم التقارب المصري التركي في حلحلة الازمة وتقريب وجهات النظر بين الاطراف الليبية ولكن هناك تفاصيل على بساطتها الإ أنها معقدة ، فكل طرف ليبي يري أنه على حق ويسعي لفرض رؤيته على الأخر على إعتبار أنه الوحيد الذي يمتلك القوة والشرعية ، ومن هنا نعود إلي المربع الأول ! في إنتظار نتائج لإجتماعات القاهرة للترويكا الليبية .. لن تفضي الإ لاتفاقات تظل حبرا على ورق .
* عصام فطيس