تمر ذكرى رحيل صاحب الروائع الغنائية (سافر مازال عيني تريده .. فتنا النخل والديس وتعدينا .. غوالي يا غوالي .. منديلها الوردي .. يانار علي عدى الغالي ماودعني .. ياليبيا ياحدود الزين) وغيرها من الروائع التي يصل عددها إلى 400 اغنية .. اول لقاء جمعني بالفنان سلام قدري كان عام 1967 بمقر مجلة الإذاعة التي كنت محررا بها .. اغتنمت فرصة هذا اللقاء باقتراحي إجراء لقاء صحفي معه.. تمت المقابلة الصحفية ونشرت بمجلة الإذاعة التي كان يرأس تحريرها الأستاذ علي حمزة.. سلام قدري هذا الفنان الذي رفض أن يقتات ويكسب الأموال بواسطة فنه؛ مرددا قوله بأن الفن هو العدو الأول للسياسة .. أجريت مقابلة صحفية مع الموسيقار المصري محمد عبد الوهاب عام 1968 عندما كان فى زيارة لليبيا بمناسبة عيد الاستقلال ونشرت بصحيفة العلم ؛ قال عن سلام قدري بأنه من الأصوات الغنائية الجميلة والرائعة .. وأخيرا لا اجد ما أقوله عن صدق هذا الفنان وعفته إلا كتابة مطلع لأغنية لم يسمح لأحد غيري بتسجيلها خوفا من وصولها إلى جهات أمنيه قد تعاقبه عن ادائه لكلمات هذا المطلع الغنائي التي تنتقد النظام السياسي السابق، ويهمني هنا أن اسجل اعتزازي بصداقتي لهذا الفنان الكبير وثقته بي بسماحه لي بان اسجل هذه الكلمات التي تقول.. (مسكين ياوطني وجعني حالك.. اتبهذلت وانذلت معاك رجالك .. حالك حشمة .. فيك الذكر طايح مكسر خشمه .. مدقوق فوق خده وشمه .. يا اطياح مزالك مع مزالي) رحمك الله أيها الفنان الكبير الذي لم يوظف فنه من أجل كسب المال والجاه ؛ عشت سنوات عمرك مرفوع الرأس لاهم لك إلا جمهورك الذي دائما هو هاجسك الأكبر خوفا من عدم رضاه عن ما تقدمه له من فن غنائي ملتزم . تقبلك الله برحمته الواسعة (سلام قدري) وأسكنك فسيح جناته وألهم أسرتك جميل الصبر والسلوان، وكذلك جمهورك عشاق فنك بليبيا قاطبة .
■ عثمان اسماعيل