2 إبريل من كل عام هو حدث عالمي اختير هذا اليوم باعتباره يمثل فصل الربيع في نصف الكرة الأرضية الشمالي وفصل الخريف في نصفها الجنوبي، و تحتفل به سنويًا أكثر من 175 دولة . هذا الحدث يتزامن مع ما يشهده عالمنا اليوم من تغير مناخي يفرض علينا اتخاذه مناسبة لنشر الوعي البيئي و تنظيم فعاليات وأنشطة مخصصة لغرس الأشجار وتنظيف الشوارع والمتنزهات، وعقد ندوات ومؤتمرات حول الاستدامة وحماية الطبيعة، هذه فرصة للحكومات والمجتمعات و الأفراد لتبادل الحوار والأفكار حول قضايا البيئة وتطوير سبل تحقيق التوازن بين النمو الاقتصادي وسلامة النظم البيئية، وتحفيز الناس في كل مكان ليصبحوا نشطاء بيئيين، مساهمين في حملة عالمية للتغيير نحو مستقبل أكثر استدامة . لاتزال التحديات البيئية التي تواجهها ليبيا – أبرزها تغير المناخ وفقدان التنوع البيولوجي و تلوث الهواء وشح الماء، وظاهرة زحف الرمال والتصحر التي تعتبر مشكلة خطيرة – تؤثر على الأراضي الزراعية والمراعي و تهدد الأمن الغذائي وتعيق التنمية المستدامة في البلاد . الرمال الزاحفة أو المتحركة هي ظاهرة تصحر متسارع يحول الأراضي الخصبة إلى صحار بسبب مجموعة متنوعة من العوامل، بما في ذلك التغيرات المناخية، و الإفراط في الرعي، وقطع الأشجار، و الممارسات الزراعية غير المستدامة ونقص المياه . يجب علينا اتخاذ عدة تدابير لإدارة الموارد المائية وتحسين استخدامها من خلال الري الفعال والمحافظة على المياه لضمان الزراعة المستدامة، وتطبيق أساليب زراعية تحمي التربة وتحافظ على خصوبتها، وتشجير المناطق المتأثرة للمساعدة في تثبيت التربة و تعزيز دورة المياه . علينا أن نستغل هذا الحدث في إحياء وتكريس ثقافة التوعية البيئية ورفع مستوى الوعي البيئي بين المواطنين حول مخاطر التصحر وأساليب مكافحته . يجب أيضا العمل على استخدام أساليب ووسائل الاقتناع بأن التصدي لزحف الرمال ومشكلة التصحر يتطلبان جهدًا جماعيًا واستراتيجية شاملة تضمن الحفاظ على البيئة في ليبيا للأجيال القادمة تبدأ أولى خطواتها من التصدي للرمال الزاحفة.
■ الدكتور: عابدين الشريف