(البطيخ والمواد المسرطنة)
بدأ فصل الصيف ومعه تبدأ الناس فى تناول ثمار الصيف وخصوصا (البطيخ والدلاع) وبسبب الجشع والرغبة فى التربح فإن كثير من المزارعين أو اليد العاملة لديهم تقوم بإضافة مواد كيماوية بنسب عالية للأرض الزراعية بغية تسريع الإنضاج وسرعة جنى الأرباح، وفى مصر أثارت وسائل إعلام مصرية مسألة وجود مواد كيماوية فى بعض الفواكه ومنها البطيخ ودعت المواطنين للتقليل من تناولها، وفى بلادنا ليبيا أصدر مركز الرقابة على الأغذية والأدوية بيانا توضيحياً، حول ما يتداول بمواقع التواصل الاجتماعي عن وجود نسب عالية من نترات الصوديوم داخل البطيخ (الدلاع). وأكد المركز في بيانه، أنه يتابع بحرص واهتمام كل ما يتم تداوله عن المواد والسلع الغذائية المتداولة داخل السوق الليبي . وفيما يخص الأخبار المتداولة، أشار مركز الرقابة على الأغذية والأدوية إلى أنه من خلال البحث وتتبع مصادر المعلومات تبين أنه ليس لها أساس علمي ولم تصدر عن أية جهة رسمية، بينما الحقيقة غير ذلك فقد قام باحث ليبي مستقل بقياس عشوائى لنسب الصوديم فى أكثر من محل على البطيخ – القلعاوى – والدلاع وتبين أنه يحتوى على نسبة عالية جدا تصل إلى قرابة ألف ملي جرام بينما النسبة الطبيعية والصحية يفترض أن لا تتجاوز خمسين مليجرام، وهذا باستخدام أجهزة القياس الحساسة، وبذا يكون المركز قد انحاز إلى التجار ولم يهتم بمصير وصحة المواطن، والمركز بهذا البيان لا يجانب الحقيقة فقط بل ويمارس الوصاية على السوق بزعم اختصاصه بما هو مسموح وماهو غير مسموح تناوله، وأيضا من خلال تمسكه بكونه المخول بهذا من حيث التأكد من سلامة الغذاء والدواء المتداول بالبلاد باعتباره مركز الرقابة على الأغذية والأدوية . والمركز يقول إن جهاز االقياس الخاص باكتشاف الأملاح فى الثمار والمنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي وهو جهاز (جرينيتست جو) ليس معتمدا من قبل الجهات الرقابية ومجهول المصدر وليس من ضمن الأجهزة المخبرية المعتمدة لدى مركز الرقابة على الاغذية والأدوية، وبذا فلا يعتد بقراءاته مع أن كون الجهاز ليس معتمدا من قبل المركز لا يعنى أنه جهاز غير فعال، بل من مصلحة الجميع مركز ومواطنين أن تتنوع مصادر المعرفة والعلم من أجل الصحة ودرء المخاطر، ولكن كما يقول المثل (رب عذر أقبح منذنب) . وأوضح المركز أنه من الناحية الإجرائية يتم إجراء كل التحاليل الكيميائية والجرثومية وفق المواصفات القياسية الليبية الخاصة بالبطيخ رقم 762/2015، ولا يتم تحديد الحدود القصوى للنترات في البطيخ وفق اللائحة الأوروبية الخاصة بالملوثات . ووفقا لبيان المركز، فإنه من الناحية العلمية يتركب البطيخ بنسبة كبيرة من الماء والأملاح المعدنية والألياف الخشبية والسكريات، ويعتبر اجتماع الماء والأملاح والألياف الخشبية مضاد طبيعي للإمساك، فالإكثار من تناول البطيخ الأحمر يؤدي إلى الإسهال . إن ما نريد قوله هو ان نسبة السرطان الذي يبدأ في مرحلة عمرية مبكرة في ازدياد؛ على سبيل المثال، صار سرطان القولون والمستقيم هو السبب الرئيس لوفيات السرطان بين الرجال تحت سن الخمسين في الكثير من دول العالم، وثاني سبب رئيس لوفيات السرطان بين النساء صغيرات السن، ولهذا يعكف الباحثون فى مراكز الدراسات على دراسة جينوم الأورام، والتغيرات في العادات الغذائية، وتركيب الميكروبيوم؛ للوقوف على منشأ هذا التحول، ولكن حتى الآن لم يعثروا على تفسير واضح . تقول «سونيا كوبفير»، المتخصصة في أمراض الجهاز الهضمي : «لو كان ثمة دليل قاطع وحيد؛ لكانت الدراسات قد أشارتْ إلى عامل واحد على أقل تقدير باعتباره السبب، ولكن في الواقع يبدو أن ثمة مزيج من العوامل المختلفة»، ولكن يعزو البعض كثرة الإصابة بالأورام إلى الإكثار من تناول الأطعمة التي تحتوي على مواد حافظة أو ملونة، والأطعمة سيئة التخزين كما يقول د : على أبوقرين، ويضيف أن انتهاء صلاحية الأطعمة المعلبة وطرق تخزينها العشوائي تساهم في الإصابة بالأورام نتيجة لفساد مكونات الطعام واحتمالية احتوائه على جراثيم وملوثات وبكتيريا مدمرة لمناعة الجسم، فالأطعمة المخزنة فى درجات حرارة ليست منخفضة تتفاعل الميكروبات والجراثيم والبكتيريا بداخلها وتتحول إلى عنصر هدام لمناعة الجسم، لذا فإن تناول الطعام المعد على النار فى البيت هو أفضل الطرق لمكافحة تحولات البكتيريا والجراثيم ومسببات الأورام ، ولأن الجيل الجديد من الشباب يميل لتناول المعلبات والأطعمة الجاهزة والسريعة والتى لم تتعرض للطبخ والتسخين المناسب فإن احتمالية الإصابة بالأورام تزداد مع هذا المنهج السلوكى فى الطعام بين الشباب ، ونتمنى الصحة والحرص من الجميع لأن الصحة نعمة من الله على عباده ينبغى الاهتمام بها .
* الدكتور : أبو القاسم عمر صميدة