للأسماء رمزية كبيرة في مختلف الثقافات وتعود أبعادها إلى جوانب عديدة أبرزها الهوية الثقافية للأفراد وتفاصيل أصولهم و انتمائهم العرقي أو القومي، ولايغيب عنا التراث العائلي والمناسبات و الأحداث التي تُمنح احتفاءً بحدث معين، و العديد من الدلالات الاجتماعية، ويمكن أن تحمل الأسماء الكثير من الأبعاد والمعاني التي تشكل جزءًا من هوية الفرد وتروي قصة البيئة التي نشأ فيها . (الوقت) صحيفة ولدت من رحم الكلمة وفي محراب روادها لتعيد صياغة منظومة صحافة الرأي، فهي تزخر بمقالات قدماء المهنة ومعاصروها وتشرّع أبوابها للأقلام الجديدة، واليوم تكمل المائة عدد صامدة و متجددة . بدأت صحيفة الوقت تحبو وسوف تقف ثم تنطلق حاملة رهان الزمن الذي هو كفيل بإظهار الحقائق وإن تغيرت الأزمنة أوطالت، فالوقت عنصر حيوي في مجال الصحافة والإعلام، فهما يعملان ضمن إطار زمني دقيق ومتسارع يتطلب السرعة في جمع المعلومات والتحقق من الأخبار ونشرها في الوقت المناسب . العلاقة بين الوقت والصحافة لها أبعادها ورمزيتها بدءًا من السبق الصحفي الذي يلعب دورًا كبيرا في نشر الأخبار قبل المنافسين، فعمل الصحافة يأتي محوريا ضمن الوقت، والصحفيون يعملون ضمن مواعيد محددة لتسليم تقاريرهم ومقالاتهم، وهذا يحدد سرعة العمل وجودته أيضا، والوقت دورة تتجدد الأخبار خلاله باستمرار، وفي عصر الإنترنت أصبحت القدرة على نشر الأخبار فورًا عبر الوسائط الرقمية بمثابة معيار أساسي لنجاح الوسائل الإعلامية و تأثير الوقت على المحتوى وعمق التحقيقات . ويعد اختيار أفضل وقت لنشر قصة صحفية عاملا مهما على مدى انتشارها و تأثيرها . فالصحافة الجيدة تراهن على الوقت ومعايير الدقة و السرعة وقدرة الصحفيين على التعامل معها بطريقة فعّالة ومهنية . صحيفة الوقت ليست مجرد صحيفة فللاسم دلالات عميقة تعكس قيمة الآنية والدقة وسط عالم متسارع، ستنمو صحيفة الوقت فلكل من اسمه نصيب، والوقت كفيل بإثبات ذلك .
* الدكتور : عابدين الشريف