في آخر أيام حياته اتصلت به ولم أكن أعرف أنه الاتصال الأخير وأنها المرة الأخيرة التي أسمع فيها صوته عاتبني قلي ا وضحك كثيرا لتأخري في الاتصال به هذه المرة حاولت أن أرفع من معنوياته رغم إحساسي بأن المرض قد تمكن منه ،، كانت نبرة صوته خافتة على غير عادته لكنه كان يحاول أن يشعرني أنه بخير وأن صحته تتحسن وأكد لي بأنه سيعود إلى أرض الوطن قبل عيد الفطر، من جانبي أكدت له بأن الجميع في انتظاره .. انتهت المكالمة على أمل اللقاء به قريبا وجها لوجه وهو على خير ما يرام . بعد ثلاثة ايام تقريبا كان الخبر الفاجعة في منتصف ليل آخر يوم سبت في شهر رمضان، علمت بأنه انتقل إلى الرفيق الأعلى، الخبر هزني وصدمني ونزل على قلبي كالصاعقة واستعرضت ذاكرتي في لحظات تلك الأيام الجميلة التي عشناها مع بعض داخل أروقة مبنى الصحافة . كان دائما بشوشا مبتسما عفيف النفس محتسبا صابرا رغم وجعه لم أسجل عليه يوما أن شخصا ما اشتكى منه أو أزعجه كان يعامل الجميع برحابة صدر منقطعة النظير رغم سقمه .. لقد رحل تاركا وراءه أحلاما ومشاريع وأهدافا لم يسعفه الوقت لإنجازها كما ترك مكانا شاغرا من الصعب على أي شخص آخر شغله ولا ندري كم من عبارات الرثاء والترحام يمكن أن توفيه حقه .. فالوداع يا هادي واسكنك الله فسيح جناته مع الأنبياء والشهداء والصديقن وليلهمنا الله على فراقك جميل الصبر والسلوان.
(إنا لله وإنا إليه راجعون)
* عبدالله سعد راشد