يأتي العيد متبخترا كعادته، لينفض من على ذاكرتنا المتعبة ، غبار النسيان ،ويربت علينا بتباريح الحب والحنان … يعود بنا إلى محطات ،طفولتنا الغضة المنسية، التي تاهت في دهاليز الغفلة والحرمان … فنتمنى لو تعود بناء الأيام قليا ،إلى يوم كنا نحلم بالقميص الجديد، وننتظر صباح يوم العيد ،لنرتديه بأمان… يطل العيد، فإذا بنا في شوق إلى احتضان الأحبة من جديد ، بعد أن باعدتم الظروف ،واقصاهم الزمان … صرنا نراهم بعيون غير تلك العيون البائسة ،الغارقة في ضجبج الحياة ،فنحتضنهم من جديد، بود وتحنان …
علمنا العيد: أن الحب سيد الموقف ،وإن الكراهية مجرد اوهام ،تتلاشى وتختفي عند آخر كلمة من خطبة الإمام يوم العيد ،حن تنطلق الناس ىإلى مصافحة بعضها بعض، تطلب الصفح والغفران … علمنا العيد: أن السعادة تنبعث من داخلنا، حن نفتح نوافذنا على شمسها الساطعة ،ونطرد عناكب الإحباط وجلد الذات … علمنا العيد: أن الابتسامة أجمل ما في الوجود ،ومفتاحنا الأمن في الولوج إلى عالم ونفوس الآخرين بكل يسر … علمنا العيد : ان الفرح لا يشترى من الأسواق ، وإن المال وحده لا يصنع السعادة، وإنما السعادة الحقيقة في إيمان يترعرع في القلب، ونفس تصالح ذاتها ، وحب يلاطف الآخرين… علمنا العيد: أن الكراهية سحابة صيف تنقشع أمام شمس المحبة الساطع ،من خال قلب عامر بالإيمان، قدوته من قال ذات يوم (اذهبوا فأنتم الطلقاء). أحبتي الكرام … بمناسبة العيد اعتادت الناس على تبادل باقات التهاني … أنا لا أريد أن تكون تهاني بطاقات فقط طافحة بالأماني .. يتبادلها الناس با طعم ولا لون وهي صالحة لكل أوان … أريد عبارات صادقة نابعة من نبض أحاسيسي وفيض وجداني … تنبعث منها حرارة التهنئة وصدقها وبوهج ساحر يهز كياني … لا أريد تهنئتكم بكلمات باردة لفحها الزمان باهة الألوان … أريد كلمات ، تصل إلى قلوب أحبتي وأصدقائي وإخواني .. مبارك عيدكم يا من نقشتوا في القلب أخاديدا لا يمحوها الزمان … ويا من زرعتوا براعم المحبة في نفوسنا فصارت ودادا وتحنانا … تقبلوا محبتنا بحجم معزتكم طهرا ونقاء في كل مكان.
* الدكتور. خليفة العتيري