يرى بعضهم أن التاريخ يكتبه المنتصر، لكن الحقيقة أن المنتصر يكتب الأحداث المتعلقة بشأنه، ويبلورها بما يخدم مصالحه، لكن الوقائع المهمة تتسرب من بن أنامله ، ولا يستطع السيطرة عليها … إذن من يكتب تاريخ الأمة ؟ الأمة التي تتمتع بذاكرة قوية لا يستطيع كائن من كان اختراق ذاكرتها ، لأنها وحدها من يكتب تاريخها دون غيرها ، من خال ذاكرتها النشطة التي تغربل تاريخها من أية شوائب قد تتعلق به .. أما الأمة التي لا ذاكرة لها تعيش يومها وأمسها تقسمه قسمين قسم تنساه والآخر تزوره وتسميه التاريخ . إذن كيف يمكن للأمة المحافظة على ذاكرتها ؟ لا شيء يحفظ ذاكرة الأمة ويغذيها غير قوتها المادية والمعنوية والثقافية ونباهة علمائها ونشاط مثقفيها … الأمة ذات الذاكرة القوية ، كولومبوس نفسها، ورائدة فضائها … فا أحد يدعي معرفة تضاريسها ووهادها … ولماذا تضحي، وتنزف دماؤها … ومهما اجتهدوا، لن يعرفوا سبب عنادها … ولن يتمكنوا من فك شفرة بقائها … لأنهم يجهلون تاريخها وخارطة بنائها … و سحر قمرها السابح في كبد سمائها … فالله وحده العالم بواقعها وسر بقائها … فهي من يكتب صفحات التاريخ ، وعنوانها .. و من يفرق بن أصدقائها وأعدائها ، وحدها من يعرف، أن في العمل رخاءها .. وفي الكسل اندثارها .. وإن العلم والثقافة هما ساحها .. وإن وحدتها سر بقائها ،والفرقة سبب شقائها … و الأعداء حام عليهم ترابها … وهي كولومبوس نفسها ، وسيدة أجوائها .. كيف نتعلم من التاريخ ؟ التاريخ ذاكرة الأمة . و في عمومه وجهان لعملة واحدة (انتصارات وانكسارات) . فا يحتفي بالانتصارات على حساب الانكسارت فالثانية أهم كي نأخذ العبرة ونتعلم الدرس منها . فا تشدنا النقاط المضيئة للتباهي بأمجاد الماضي ،على حساب الأخطاء ،فالوقوف عند الأخطاء اهم لتلافيها في المستقبل ،وتكون درسا مستفادا من دراسة التاريخ .
■ الدكتور. خليفة العتيري