المنافذ البرية والبحرية تمثل السيادة الوطنية لأية دولة وأي تعد عليها هو انتقاص من هيبة الدولة ، ومس مباشر بأمنها القومي الاستراتيجي ، وبالتالي لا يمكن أن يكون محل تفاوض مع أي كان لأنها ملك لكافة الليبين وما حدث في رأس الجدير الأيام الماضية وتلك المشاهد المؤسفة التي تعرضت لها قوة حماية المنفذ التي يفترض أنها تمثل الدولة، هو أمر خطير وتحد صارخ لسلطة الدولة وسيطرتها على حدودها .. قد يعيد أزمة الصراع الجهوي وبسط النفوذ على المرافق الحيوية في الباد ولي ذراع الحكومة وإجبارها على التفاوض والمهادنة ودفع الأموال التي يستفيد منها من يقف وراء هذه الأحداث المفتعلة، إلى المربع الأول ، وهي أيضا تعطي انطباعا على ضعف المؤسسات الأمنية للدولة، ومؤشر سلبي لايخدم مصلحة الليبين في إقامة دولتهم على أسس التعايش السلمي بن كل المكونات الاجتماعية ويفتح الباب لتدخل أطراف دولية لتأجيج الصراع ودعمه بما يخدم مصالحها السياسية ومنافعها الاقتصادية. أن ماحدث لم يكن حدثا عرضيا كما يعتقد البعض وإنما كان مشروعا مخططا له وعما مدروسا يستهدف وحدة ليبيا ، لايتحمل تبعاته إخوتنا في مدينة زوارة الذين زج بهم ليكونوا واجهة وضحايا ، وربما أراد من خطط لهذا العمل سقوط قتلى من بينهم ليكتمل المشهد ولكن حكمة قوة حماية المنفذ في عدم التعامل مع المهاجمن بإطاق النار فوت الفرصة وقوض الحلم ! إن ما حدث هو مخطط ممنهج ومدروس وهو ما أكده بيان ما يسمى بالمجلس الأعلى للأمازيغ المدعوم من فرنسا والذي أعلن حالة النفير ، وكذلك اجتماع عمداء بلديات المكون الأمازيغي في زوارة قبل الهجوم على المنفذ ! بكل تأكيد ستظهر الكثير من الحقائق الأيام القادمة والتي ستكشف حتما حجم التنسيق والتخطيط لما حدث وهوية من يقف وراءه .. لن نستبق الأحداث، وعلى وزارة الداخلية والنائب العام كشف ملابسات الذي حدث ونشر نتائج التحقيقات لليبين .
* عون عبدالله ماضي
