ضعف الدولة والانقسام الممنهج الذي تدعمه وتغذيه الأطراف المتمترسة في الحكم .. كسر ظهرها وجعلها هشة لاقدرة لها على الحزم .. رغم الإدعاء بالقوة والإمكانيات .. فالسيطرة وتطبيق القانون يحتاج لقوة فاعلة للقضاء على العصيان المستبد الذي لن ينتهي وسيزداد الشرخ اتساعاً طالما (لا ناهي ولا منتهي) وكل ماظهر نور للبناء والإصلاح يسارع النفعيون الذين تسلطوا على البلاد والعباد وأثروا وتنعموا وازدادوا تعنتاً وضلالاً ولبسوا شعار الناكرين للحق الداعمين للفساد في عدم استقرار البلاد وعبور السفينة إلى بر الأمان منتحلين شعار فرعون (لا أريكم إلا ما أرى) معتقدين مواجهة الدولة والجهات الأمنية المسؤولة .. فهذه السلوكيات ومن أخذتهم العزة بالإثم لن تبني الدولة .. وعلى البلاد السلام طالما وصلنا إلى هذه المرحلة من الفوضى والقبلية المقيته والجهوية المتردية .. وسنظل كل يوم في انحدارٍ نحو الإفلاس والتشظي والفرقة لامصالحة وطنية ولا مؤتمر وطني ولا انتخابات ولا دستور، دول داخل دولة، ومن يملك شيئاً يقول ملكي ولا أعتقد أن فبراير جاءت من أجل أن يكون حال الليبيين بهذا الانقسام وإحياء نعراتٍ أكل عليها الدهر وشرب ، يسعى أصحاب الأجندات أن لاتعود ليبيا من جديد متجاهلين أو معتمدين أن لايبقى الليبيون إخوة شركاء في وطن واحد ودين واحد ولغة واحدة ونسيج اجتماعي واحد أهدافهم وديدنهم ومساعيهم لا توافق بين الليبيين وهذه البلاد تزداد اتساعاً وحالنا شيع وجهويات ومراكز قوة وسيطرة نفوذ .. الكل يغني على ليلاه .. والكل ضد المصالحة من أجل استمرار الأزمة وتحقيق المنافع وعدم الاستقرار . كل المعرقل ن الداعم ن لاستمرار الفوضى والدعوة إلى الجهوية والمتنعمين بالتهريب في أموال الشعب من (بنزينة وذهب ومواد صحية ومنزلية وكل السلع المعمرة والسيارات والأموال وما في حكمها) هم الذين أثروا وأصبحوا متحكمين في عصب الاقتصاد وفي مفاصل الدولة ومفاتيح كل منافذ الحدود وأبوابها وهؤلاء لايريدون الخير للبلاد ولا التوافق ولا الاستقرار ، منهم المقيمون في الخارج منعمين ولاهم لهم إلا إشعال الفتنة بين القبائل بنعرات جهوية حتى لايكون الليبيون على كلمة سواء إخوة متحابين في وطن يجمعهم جميعاً الكل فيه سواسية أينما حلوا وتواجدوا وفي كل الاتجاهات .. فعودوا إلى كلمة سواء فمن يتربص بكم يريدكم دائماً على خلاف .. فلا ترهنوا أنفسكم لحقبة الماضي الذي زال ونسيناه .. ولا تعودوا للجهل وتفُرقوا بين الإخوة والأهل والأصدقاء والأحباب والقبائل فنحن جميعاً في مركب واحد، فاتركوه يسير بسلام .
* رئيس التحرير