يبدو أن اجتماع الترويكا الليبية الذي عقد في القاهرة برعاية الجامعة العربية وجمع الرئاسات الليبية الثاث (رئيس مجلس النواب عقيلة صالح ، ورئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي ، ورئيس مجلس الدولة محمد تكالة) خال الأسبوع قبل الماضي كان له مفعول السحر لتحريك المياه الراكدة للأزمة الليبية التي تعاني من غيبوبة ولا (غيبوبة السكر) منذ أكثر من عامين ، الأمر الذي آثر في المشهد السياسي الليبي بصورة عامة وخلق حالة من عدم الارتياح داخليا وخارجيا . لم يكد يمر أسبوع على هذا الاجتماع حتي بدأت تحركات المنخرطين في اللعبة السياسية من أجل استثمار نتائج اجتماع الترويكا ، وخاصة بعد أن تلقوا إشارات جزئية (داخلية وخارجية) بإمكانية تمرير هذه التفاهمات وهو ما حذا بعدد من أعضاء مجلس الدولة لطلب الاجتماع بالسيد عبدالله باتيلي ممثل الأم ن العام للأمم المتحدة رئيس بعثتها المقيم في ليبيا ، من أجل المطالبة بإعادة النظر في القوانين الانتخابية، التي اعتمدها مجلس النواب في أكتوبر الماضى ! والتي وصفها باتيلي في إحاطته بشهر ديسمبر من العام الماضي أمام مجلس الأمن بأنها قابلة للتطبيق فنيا من المفوضية ! مع تأكيده على ضرورة حل المسائل الخلافية ! ولنتوقف هنا قليا ما الذي يسعى إليه أعضاء المجلس من هذا الطلب ؟ وهل تحركهم هذا يحظي بموافقة جل أعضائه أم أنه تحرك لمجموعة تسعى لوضع العصي في الدواليب ، أم أنه للضغط من أجل طلب معين أو للمساومة لتمرير صفقة ما؟ ألايعني هذا الطلب العودة للمربع الأول والدخول في مناقشات لها أول وليس لها آخر لإقرار القوانين ؟ العم باتيلي لازال يأمل في حدوث معجزة لجمع الأطراف الليبية على مائدة حواره الخماسية التي تواجه عقبات من الأطراف الليبية ، وكل طرف يشترط شروطا ولا شروط (النسيب الكاره) والوقت ينساب من بين يديه انسياب رمال الصحراء الليبية الساخنة ، وهو يحاول إيجاد مخرج من هذا الموقف الذي وجد نفسه فيه ، هو من جهة يقول أنا مع تشكيل حكومة موحدة للإشراف علىالانتخابات ، ورغبته هذه تصطدم بعقبات عديدة لعل أولها رفض حكومة الوحدة المعترف بها دوليا أية مرحلة انتقالية أخرى من خال تأكيد رئيسها أن حكومتهستكون آخر حكومة انتقالية ! باتيلي لازال يسعى من أجل حشد التأييد لحواره الخماسي ، ويستشعر بالخطر من نتائج اجتماع الجامعة وإن لم يصرح بذلك ، يبقى السؤال من هي الجهة التي ستتمكن من تمرير رؤيتها لحل الأزمة الليبية ؟ الجامعة العربية أم الأمم المتحدة ؟ ومن منهم الذي يملك القدرة على فك طلاسمها وخيوطها المتشابكة وسط هذا المشهد العبثي . الخيارات متعددة إلا أن محاولة فرض حلول دون أن تكون هناك تنازلات متبادلة بين الأطراف الليبية قد تؤدي إلى لغة نتمنى ألا تعود .
* عصام فطيس