ما بين هُتافات (الاستحسان) وصافرات (الاستهجان) انطلقت مراسم حفل إعادة افتتاح ملعب طرابلس الدولي بعد خروجه من وُرَشِ الترميم التي مكث فيها قُرابة العامين ظهر عقبهما للعيان بِحُلَّتِهِ القشيبة من أرضية (هجينة) العُشَبِ مُحاطة بِضمارٍ برَّاق الزُرقة تحفَّه جنبات زاهية الزِوَاقِ – ولستُ أدري مدى صلاحية الأعمدة والهياكل الخرسانية، من عدمها – فيما اكتست صفحة المدرَّجات التي تُركت (مكشوفة) بِكراسي بلاستيكية عمرها الافتراضي سيكون في سباق مع العد العكسي للهلاك بفعل قسوة العوامل الجوّية في مقدمتها شمس صيفنا الحارقة !. حفل .. قُل (عُرس) دخول أيقونة مسارح ساحرتنا المسُتديرة والذي انتظره عُشَّاقها بفارغ الصبر، حيَّز (الخدمة) كان من الممكن أن يتسبب لأحد من (أهله) بمشاعر (الزعل) فيما لو حَرِصَ من آلت إليهم مهمة دعوة (المعازيم) على التخلُّصِ من وساوس (الإقصاء) ولو بمُلامسةِ الحد (الأدنى) للشمولية، وَرَدّ كيد شيطان (الإنتقائية) إلى نحره !. لا هدَّاف فريق المدينة العريق صاحب الرأس الذهبية اللاعب الدولي (نوري السري) ولا لامع النجومية الموهوب الاتحادي الفنان (عزالدين بيزان) ولا موهوب المواهب ذائع صيت الإبداع والإمتاع الكُروي الأهاوي (طارق التائب) عازف أطرب سيمفونيات الإبهار على أوتار المستديرة الساحرة، كانوا من (المدعوين) فَغريب أمر من انبرى لحصر المسُتهدفين بالحضور .. ألم يخطر له على بالٍ بأن الملعب ذاته سيفتقد هؤلاء – ونظرائهم الكُثَّرُ – وسيصبُّ الجمهور الحاضر جام غضبه على من غيَّبهم ! أما من نصيبٍ ولو ضئيل لأهل الجنوب معنا حتى في (اللعب) أليس بين ظهرانيهم الهدَّاف التاريخي للدوري الليبي لاعب فريق الأخضر الدولي (عبدالحميد الزيداني) صاحب الرقم القياسي الصامد منذ موسم 2007- 2008 بواحد وعشرين هدفاً ! ها قد أنفضَّ (المولد) فما (الحمص) الذي جنيناه منه خلاف تأزيم (أزمة) التعصُّب المقيت (المزمنة) التي تتقاذف أمواجها العاتية، مركب كرة القدم الليبية وجنحت به – مراراً وتكراراً عن بر الأمان ! أما كان الأجدى من جلب عواجيز (ميلان)
الطليان لابميين الدولارات ، إقامة مهرجان كروي (محلَّي) بين مختلط قُدامى نجوم كرة القدم الليبية يسبق مباراة دولية استعدادية للمنتخب الأول مع أحد المنتخبات الإفريقية.
* إبراهيم الورفلي