بعض المحاولات المستمرة للخروج من حالة الجمود التي تشهدها الازمة الليبية تعكس حالة شيزوفرينيا اصابت الاطراف الليبية ، فجميع الاطراف تدعي الحرص على مصلحة الوطن ، وليبيا واحدة موحدة ، وليبيا التي تقرا من اليمن إلي اليسار ومن اليسار إلي اليمن و…و….و والمحصلة في النهاية ذاتها .. اليومن الماضين وجه السيد عبدالله باتيلي ممثل الامن العام لامم المتحدة ورئيس بعثتها المقيم لدي ليبيا رسالة تحذير لأعضاء مجلسي ، النواب ، والدولة المجتمعن في تونس الأسبوع الماضي معتبرا أن هذا الاجتماع يصب في إطار المبادرات الاحادية في التعاطي مع الازمة الليبية وأنه لا يلبي كل الطموحات ! باتيلي من هذا المنطلق استشعر بالخطر من هذا الاجتماع وأعتبره محاولة لسحب البساط من مبادرته للحل الشامل والقائمة على حوار يضم جميع الاطراف التي وجهت لها الدعوة دون أي قيد او شرط ، ليقطع الطريق على محاولة لتشكيل حكومة انتقالية مؤقتة جديدة تتولي الإعداد والإشراف على الانتخابات ، لا نه يدرك أن محاولة تشكيل الحكومة الجديدة قد تصطدم بأطراف رافضة لها ، وقد تؤدي إلي فوضي و صدامات مسلحة وسقوط المزيد من الارواح وهو الامر المرفوض تماما . وبهذا الإعان وجه باتيلي لكمة بالقاضية الفنية للمجتمعن في تونس ، وبعد هذه اللكمة على الاطراف الليبية أن تتخلي عن التشدد وسياسة تربص كل طرف بأخر والجلوس من جديد والبحث عن تسوية بعيدا عن منطق المغالبة وتغليب مصلحة الوطن ، وقد يشهد شهر رمضان المبارك لقاءات وتحركات برعاية البعثة الأممية من أجل تقريب وجهات النظر بن هذه الاطراف ، خاصة وأنه استشعر الخطر الذي تتعرض له الباد اكثر من ذي قبل ، نتيجة لتعنت المسيطرين على زمام الامور والذين يغلبون مصالحهم على مصالح الوطن ، بالإضافة الى التدهور المستمر للاقتصاد الليبي وانخفاض العملة الليبية مقابل الدولار وارتفاع الاسعار بشكل سيؤدي إلي ارتفاع معدلات الفقر في بلد من المفترض أن يعيش شعبه في بحبوحة . من قرأ رسالة باتيلي سوف يشعر بمقدار الألم الذي يشعر به لما آل إليه أحوال الليبين ، فيما الطبقة السياسية تتحالف مع المفسدين وقادة المليشيات الذين يراكمون الثروات بمئات الملاين ، غير عابئن بمعاناة البسطاء الذين عجزوا عن الحصول على ابسط حقوقهم . وبعيدا عن الإفراط في التشاؤم قد تكون محاولة باتيلي لجمع الفرقاء الليبين على طاولة الحوار ، آخر محاولاته لايجاد حل ، وفي حال لم يكتب له النجاح فعلي الامم المتحدة البحث عن ممثل اخر لها في ليبيا سيستنزف عام او عامين في رحلة للبحث عن حل وعودة الحياة لبلد يشارك الجميع في تدميره .