كل شيء يكون مبنيا على أسس سليمة وثابتة وإن تغير يظل باقياً راسخاً لا يتأثر بأي نوع من التغيير .. لأنه على قاعدة .. لا يتلون أو يتبدل ، بتطور ولكن لا يقل أو يتأثر .. والشيء الذي لم يكن ثابتاً وجاء على غير قاعدة سريعاً ماينهار ويقع .. هذا التشبيه نصف به حال الإدارة الليبية السيئة في كل المجالات التي لم تقم على قاعدةٍ سليمةٍ ولم تبن البناء الصحيح ، فكبرت وتنوعت وتفرعت على غير قاعدة ثابتة ولا على أسس راسخة .. الاجتهاد ، والتنمر ، والسليبة ، واللامبالاة والضعف ، والفساد ، والتسيب ، والإهمال ، والتكدس ، وعدم الخبرة والكفاءه .. وكل هذه المسميات لم تخلق الإدارة الفاعلة النموذجية التي ترتقي بالعمل الجيد المتطور وفق الأسس النموذجية في عالم الإدارة وشؤونها .. وهو ما أخرنا أعواماً عن ركب التقدم مقارنة بكل الدول حتى المجاورة لنا .. فكل شيء سلبي ولا يرتقي إلى معنى الإدارة التي تبني البلد وتطور من تعامل الناس والمعنيين بها وتخلق الكفاءات وتبرز مكان القوة والضعف في كل المجالات مهما كانت صغيرة أو كبيرة . فلو كانت لدينا الإدارة الحازمة لما وصلنا إلى هذا التردي القاتل الذي لو بحثنا فيه لوجدنا أن الشخص المناسب لم يكن في المكان المناسب ، وأن الوساطة والمحاباة واللامبالاة هي من أوصلتنا إلى هذا الحال وجاءت ليبيا في درجة تصنيف 180 عالمياً تخلفاً بسبب الإدارة الفاشلة التي لا تزال ضاربة أطنابها بتوسع ولا من يقول أن تخلفنا وقلة حيلنا هي سوء الإدارة . فمتى نعي إلى أهميتها وفاعليتها وتطويرها بأسس علمية وتقنية عالمية؟! .. التي رغم انتشارها لا زلنا في ركب الضعف والتخلف .
* عبدالله خويلد