لم يكن عربيا و لا حتى مسلما ولا تربطه اي علاقة بالجنس العربي لا من بعيد ولا من قريب وربما لم يكن على دراية كافية بتاريخ الصراع العربي الإسرائيلي وربما لا يعرف غزة الا من خلال موقعها على خارطة العالم وربما قاد طائرته الحربية في الأجواء الليبية أو الأجواء العراقية وربما في الأجواء السورية أو الأفغانية وربما قتلت طائرته العشرات أو المئات .. انه الطيار الأمريكي (ارون بوشني) الذي اقدم على حرق نفسه أمام السفارة الإسرائيلية في واشنطن وهو يردد (الحرية لفلسطين) حتى مات .. فقد اقدم هذا الطيار الأمريكي على حرق نفسه جراء ما شاهده عبر المحطات التلفزيونية والشوشيال ميديا من جرائم مروعة تقوم بها عصابات الهمج الصهاينة في حق الشعب الفلسطيني في غزة ليضع بما قام به أميركا وحليفتها إسرائيل في حرج شديد أمام شعوب العالم قاطبة والشعب الأمريكي خاصة كما أنه احرج حكومات الدول العربية المتخاذله والتي لم تحرك ساكن في اتجاه ما يحدث من إبادة جماعية في غزة وعلى مدار الساعة منذ أربعة أشهر !!! (بوشتيل) وهو يتقدم نحو البوابة الرئيسية لسفارة الكيان الصهيوني في واشنطن قال (انه لا يستطيع ان يكون متواطي في حرب الإبادة الإسرائيلية في غزة) وبأحراق نفسه يكون قد لفت انتباه الملايين من شعوب العالم لما يلاقيه شعب غزة من مجازر لم يشهد لها العالم مثيل حتى في عهد النازية ومحاكم التفتيش في أوروبا وبذلك كان اوشنال عربيا أكثر من العرب أنفسهم واسلاميا اكثر من المسلمين أنفسهم وقد استحق بجذاره شهيد القضية الفلسطينية فقدرا أن يحرق أمريكي نفسه من أجل أبناء غزة وقدرا أن يكون أبناء غزة سببا في صحوة ضمير هذا العالم الميت .
