عديدة هي المواقف (المشُرّفة) التي اصطفَّت فيها دول ليست عربية وما هي بُِسلمةٍ، مع ما يُفترض كونها القضية (الأُم) للإخوة الفلسطينيين في (الدين والدم والوطن) لكن العرب والمسلمين – كعادتهم – يقفون موقف المتُفرج مما يُفْعَلُ بإخوانهم في أرضهم (المحُتلة) من قتل وتهجير وتجويع .. ناهيك عن (تدنيس) أولى قبلتيهما، وثالث حرميهما الشريفين !. من جنوب إفريقيا مروراً بقارة أمريكا الجنوبية ووصولاً إلى أُسكتلندا وإيرلندا في قلب القارة العجوز، تُصَبُّ اللعنات على الصهاينة المجرمين وتتعالى الأصوات المطُالبة بإيقافهم عند حدّهم، فيما لم تعد المأساة التي يعيشها سكَّان غزَّة – على وجه التحديد – تعني لنا نحن أصحاب
(الوتر) شيئاً بِخِاَفِ مواكبة تحديثات أعداد الضحايا ورصد ملامح المجاعات !. في إيرلندا المجاورة لشقيقتها أُسكتلندا معقل نادي (سلتيك) وموطن جماهيره الصادحة حناجرها بكلمات الحق في وجه سلاطين الجور، سجَّلت فتيات منتخب كرة القدم ما دون سن السابعة عشرة موقفاً شجاعاً لم يقفه أصحاب
الجالة والفخامة والسعادة في بلداننا مما يُحسبون فسيولوجياً – ليس إلا – على الرجال !. فَفِي لفتة (تضامنية) أدارت لاعبات منتخب أيرلندا لكرة القدم للسيدات، ظهورهن للملعب أثناء عزف نشيد ما يُسمَّى ب (إسرائيل) خلال المباراة التي جمعت المنتخبين يوم الجمعة قبل الماضية برسم تصفيات التأهل إلى بطولة أُمم أوروبا لكرة القدم للسيدات تحت 17 عاماً . وفي موقف مماثل رفضت لاعبات المنتخب الأيرلندي لكرة السلة، مصافحة لاعبات نظيره الإسرائيلي قبل المباراة الأولى لتصفيات بطولة أُمم أوروبا لكرة السلة للسيدات 2025 والتي لُعبت في العاصمة اللاتفية (ريغا) يوم الخميس الموافق للثامن من شهر فبراير الجاري حيث بقيت لاعبات منتخب إيرلندا على مقاعد البدلاء ولم يقفن أمام نظيراتهن الإسرائيليات أثناء عزف النشيد الوطني تجنباً لمصافحتهن وتبادل الهدايا التذكارية معهن، وأفادت وسائل إعلام إيرلندية بأن أغلب اللاعبات الأساسيات رفضن السفر إلى لاتفيا احتجاجاً على الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة وفضَّلن عدم المشاركة في هذه المباراة التي أحجمت بلادهن على استضافتها أواخر العام الماضي، تحسُّباً للاحتجاجات المتوقعة والتي لا يمكن معها ضمان أمن اللاعبات الإسرائليات . وفي رَدّهِ على الاتهام بمعاداة السامية، قال رئيس الوزراء الإيرلندي (ليو فارادكار) إن إسرائيل تمارس عقاباً جماعياً في )غزة( ودعا إلى فتح ممر إنساني للسماح بوصول المساعدات الإنسانية .
* إبراهيم الورفلي