لأول مرة يحدث تطبيق من تطبيقات التواصل الاجتماعي نتائج سلبية ومدمرة على قطاعات عريضة من قطاعات المجتمع الليبي ! (التك توك)هذا التطبيق الصيني الذي أحدث هزة كبيرة في عديد المجتمعات ، وهو ما جعل عددا من الدول تتجه إلى إيقافه أو فرض قيود على استعماله . مجتمعنا أحد هذه المجتمعات التي تعرضت لغزو (تك توكي) أطاح بكل تقاليده وقيمه وأدى لظهور حالات ونماذج غريبة أثارت قلقا مجتمعيا واسعا خاصة في ظل سهولة استخدام هذا التطبيق ، مما جعله ملعبا خصبا للباحثين والباحثات عن الشهرة الرخيصة ، والراغبين في الثراء السريع ، فأحدث انقلابا دراميا في المجتمع ، ولأجل تسليط المزيد من الضوء حول ظاهرة وإفرازات هذا التطبيق رأينا أن تستطلع آراء المختصين والراي العام وخاصة حول الذين وقعوا تحت براثنه من المراهقين والمراهقات، ومن هذا المنطلق في محاولة لفهم جيل يعيش على استسهال كل شيء ، كانت لصحيفة الوقت جملة من اللقاءات مع عدد من المختصين حول آثار تطبيقات التواصل الاجتماعي على المجتمع.
• البداية كانت مع أ. آمال محمد الهنقاري اخصائية اجتماعية كان لها وجهة نظر
مميزة حول هذه الظاهرة فقالت: ستظل مواقع التواصل الاجتماعي كغيرها من الاختراعات الحديثة لها إيجابيات وسلبيات وستظل التحديات التى تواجه أولياء الأمور والقائمين على الرعاية في البيت والمدرسة والمجتمع عموما، والسؤال كيف نجعل أبناءنا يستفيدون من التكنولوجيا ونحمي خصوصياتهم من الاختراق في ذات الوقت، وكيف نجعل من تعاملنا هذا لا يتجاوز الحد الفاصل بين الحماية والتسلط ؟ فلكل شيء إيجابيات وسلبيات والأمر يتعلق بطبيعة استخدامنا ويعد تطبيق (التيك توك) وهو أحد وسائل التواصل الاجتماعي من أكثر الوسائل التي أساء الكثيرون استخدامها فأثر بسلبياته على الأبناء اكثر من استفادتهم بإيجابياته، وفي الوقت الذي لا يمكننا فيه منع أبنائنا من استخدام التكنولوجيا، حيث أصبح في حكم الأمي الشخص الذي لا يعرف استخدام التكنولوجيا ويواكب تطوراتها ، فنحن شئنا أم أبينا أمام جيل يعتمد أبناؤه على استخدام الحاسوب والهواتف الذكية بل هو مقبل على استخدام الذكاء الاصطناعي ولذا ينبغي أن ندرك نحن كيف نحمى أطفالنا من مخاطر التكنولوجيا ؟ وليس منعها، ويكون ذلك بالطبع من خلال فهم الوالدين لوسائل التواصل الاجتماعى . لنعلم جيدا ماذا يستخدم أبناؤنا وكيف يمضون أوقاتهم وماذا يستهويهم وماذا يلعبون فهذه إحدى الطرق التي تساهم في حماية الأطفال من الابتزاز عبر الانترنت ، وبإمكاننا تجربة الألعاب التي تستهويهم قبلهم وكذلك متابعة الأشخاص (صناع المحتوى) لنكتشف المحتوى الذي يعرضونه ونقرر بناء عليه ماذا سنفعل. وبالطبع ينبغي لأولياء الأمور والاخصائيين الاجتماعيين ومقدمي الرعاية عموما أن يكونوا على معرفة بسياسات حماية الخصوصية الخاصة بكل موقع أو تطبيق . نقل الخبرة والمعلومات حول سبل الحماية حتى نجعل الأطفال يتمكنون من حماية أنفسهم من التعرض للقرصنة والتنمر والابتزاز من خلال الانترنت. وكذلك تعليم الأطفال كيفية الاستخدام المناسب للمحادثات (الشات) ووسائل التواصل الاجتماعي والمسؤولية التي تطال الشخص من جراء التصرفات غير اللائقة او الاستغراق في العلاقات الافتراضية وأثر ذلك على شخصية ونفسية الطفل كما من المهم توعية الأبناء بمخاطر مشاركة بياناتهم الخاصة وصورهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي ؟ التحاور معهم وتحديد مواعيد وقواعد واضحة للاستخدام، مما سيساعدهم على الاستخدام الأمثل لتلك المواقع وتحسين مهاراتهم في التواصل الاجتماعي، وزيادة ثقتهم في أنفسهم وشعورهم بالأمان، والتفكير في حلول بديلة وطلب المساعدة عند الحاجة. وكل تلك الإجراءات تتطلب منا التحكم في الذات، فقبل أن نطلب من أبنائنا التوقف عن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي علينا ان نتوقف لنسأل أنفسنا هل نفعل نحن ذلك، لا يجوز بحال من الأحوال أن ننهى أبناءنا عما نفعله نحن سيفهم الأولاد أننا نريد التحكم والسيطرة وسيبدأ العناد فالممنوع قسرا مرغوب. كما أننا جميعا ندرك تماما أن هذا العصر هو عصر التكنولوجيا وأنه من العبث أن نطلب من أبنائنا العيش خارج زمانهم، ولكن بإمكاننا أن ندربهم على التنظيم الذاتي وهو مهارة يتم تدريبهم عليها فى مواقف مختلفة وفى سن مبكرة، سواء كان الأمر يتعلق بكيفية مشاركة الألعاب مع الأطفال الآخرين، او الاتفاق على عدد ساعات اللعب. إن مثل هذه المواقف تعلم الطفل عدم الاستهلاك المفرط في استخدام الاشياء التي يحبها وتدعوه إلى التحكم فى رغباته وسلوكه وإدارة وقته. وهو نفس النهج الذي يمكن اتباعه عندما يتعلق الأمر باستهلاك وسائل التواصل الاجتماعي وخصوصا التيك توك والانترنت بشكل عام. وينبغي في كل الأحوال أن نكون قدوة للأطفال في كيفية استخدام الانترنت كأداة نستفيد من إيجابياتها ونتجنب سلبياتها، فالحل في نظري يكمن في الحوار ووضع قواعد للتعامل داخل الأسرة والمدرسة مبني على بناء الشخصية وزرع الثقة بالنفس وإذكاء المنظومة الأخلاقية التي من شأنها الحد من تلك الفجوة بين الأجيال والحصانة من التصرفات الدخيلة التي أسهمت في امتهان كرامة الإنسان من أجل الحصول على المال وإهدار الكثير من الوقت في متابعة من يدعون أنهم أصحاب محتوى وهم في الحقيقة لا محتوى لهم، وتصرفاتهم كثيرا ما تعود عليهم بالضرر النفسي والأذى الاجتماعي، فهم غير مقبولين اجتماعياً كما أنهم في قرارة أنفسهم لا يشعرون بالرضا وإن تظاهروا بعكس ذلك وخصوصاً أنهم يضطرون شيئا فشيئا لتقديم تنازلات مختلفة ليتسنى لهم كسب المال . الأسرة بين الرقابة والاحتواء اما الدكتورة سندس الساعدي (طبيبة نفسانية) فترى أن تطبيق التيك تيك قد يكون تأثيره أكبر من أي موقعٍ آخر، بيد أنه موقع مرئي مسموع بصيغة فيديو قصير كالقضمات السريعة لوجبة خفيفة يبتلعها العقل، وهذا عامل آخر من العوامل التي تسبب في ضعف الانتباه والتركيز على المدى البعيد بل على المدى المتوسط أيضا، فيعجب الإنسان بمشاهدته هذه المقاطع القصيرة التي لا يتجاوز الدقيقة الواحدة، لأن الدماغ يتأثر بالمدة أو الوقت الخاص لكل فيديو. أما بالنسبة للمحتوى فهي مشكلة تواجه العالم أجمع، وليبيا ليست بمعزل عنه ، عدا أن في بعض الدول المتقدمة قد تم وضع ضوابط معينة على المحتوى، بل أن بعضها قام بإلغائه أو تقييده كموقع تواصل اجتماعي نتيجة الآثار السلبية، خاصة على الأطفال والمراهقين. يوجد على التيك توك قنوات جيدة ومفيدة ولكن المراهقين يميلون لمقاطع تثير فضولهم في الغالب، وتأثيرها واضح، وربما هذا قد يشجعهم على بعض السلوكيات التي قد تكون سيئة، كما هو الحال في بعض المقاطع التنافسية بين رواد هذا الموقع . عادات وتقاليد الليبيين لا تتغيّر، بل من الممكن أن يتغيّر السلوك بناء على فكرة معينة طرحت على هذا الموقع . هذه الأفكار قد تكون جيدة أو سيئة هذا يتوقف على خلفية المتصفح، وعمره، ومدى نضجه، ونحن هنا نتحدث عن الفتيان والفتيات في مرحلة المراهقة وهي مرحلة حساسة جدا. هنا يأتي دور الأسرة؛ ليس من باب الرقابة أو النصح فقط، إنّما من باب الاحتواء والاهتمام والانفتاح مع هؤلاء الأطفال والمراهقين كونهم الفئة الحساسة التي تتأثر بشكل كبير بالمحتوى الموجود على التيك توك.
• قاطعنا الدكتورة سندس وسألناها هل
أنتِ مع قفل هذا التطبيق في ليبيا، أم مع وضع
قيود على استعماله ؟
أجابت قائلة مواقع التواصل الاجتماعي سلاح ذو حدين، ويجب علينا أن نعرف ونعي جيدًا كيف يمكننا الاستفادة من هذه المواقع. بعض الدول وضعت سياسات معينة أو بالأحرى قيودا لضبط استخدام تطبيق تيك توك ونجحت في هذا، ولكن الأهم من وضع القيود على التطبيق هو أن نعلّم هؤلاء الفتيان والفتيات، الشباب والشابات، رجالاً ونساءً الدين الصحيح، والأخلاق السوية، وهذا يبدأ من العائلة وينضوي تحت مظلات أكبر من بعدها كالمدارس والجامعات والمؤسسات الاجتماعية والثقافية من دون تهديد أو تخويف وأن يكون هذا مواكب للعالم من باب الحداثة، وملائمًا للفئات العمرية المستهدفة. غياب الرقابة والاهتمام اما الدكتور بن عزي حامد التواتي يرجع ما وصل إليه المجتمع من تأثير التيك توك Tik Tok بصورة كبيرة على كافة مناحي الحياة وجميع الأفراد في مختلف مناطق العالم، وكان له تأثير سلبي بشكل أكبر على فئة الأطفال والشباب، نظرًا لغياب الرقابة الأسرية وضعف اهتمام الدولة في تطبيقات التواصل الاجتماعي التي قد تؤثر على الشباب وضعف الوازع الديني عند الكثير، لذا فإن تأثير تيك توك طال عدة فئات في المجتمع مثل :
• الأطفال من كلا الجنسين.
• المراهقين من كلا الجنسين.
• الشباب المتزوجون وغير المتزوجين من كلا الجنسين . في بعض الحالات كان له تأثير على كبار السن. سلبيات كثيرة الاخصائي الاجتماعي أنور مقرب يؤكد أن تطبيق التيك توك قد أثر تأثيرا كبيرا علي المرحلة العمرية الصغيرة حتى مرحلة المراهقة أثر على سلوكيات وعادات وتقاليد القرى والمناطق الصحراوية غير ساكنة في المدنية وله سلبيات كثيرة علي المجتمع ككل حيث الأطفال والشباب الذين يمكثون وقتا طويلا وساعات متأخرة من الليل أثر على مستواهم التعليمي .. ويرى أن الحل لمواجهة انفلات التطبيقات الاجتماعية يجب أن يتم بقفلها خاصة الفيديوهات غير الأخلاقية، ويجب ان يكون هناك رقابة من الأسرة على هواتف ابنائهم واخذها منهم في الليل، يعني ضبط من الاسرة على الأبناء، وكذلك يمنع في المدارس استخدام ) الموبايل (ووضع برامج وأنشطة مميزة لشغل وقت الفراغ . منصة التيك توك والنماذج المختلفة
• السيد طه الجواشي من ابرز صانعي
المحتوى الهادف في ليبيا يقول : إن تطبيق تيك توك غير طريقة عمل مواقع التواصل الاجتماعي، وفتح أبوابا جديدة لناس كانت من الصعب أنها تصنع محتوى على يوتيوب أو انستغرام، وذلك لأن يوتيوب يحتاج لجودة إنتاج تعتبر عالية، و)كاميرا( وإضاءة، وكذلك معدات صوت جيدة، والانستقرام يحتاج لمهارات تصوير احترافية، كل هذه العوامل ضرورية جداً لأي شخص يحاول أن يبرز المحتوى على هذه المنصات. وهذا يعني استثمار ماله في المعدات واستثمار وقته في التعلم وأخذ الخبرة. منصة تيك توك اخرجت نموذجا مختلفا وهو أن أي شخص سواء عنده مهارات ومعدات او لا يستطيع باستخدام هاتفه فقط ان ينتج اية مواد وينشرها على التطبيق، والتطبيق (عكس يوتيوب وانستغرام) حيدعم هذا المحتوى ويوصله لآلاف الأشخاص، حتي لو الشخص ما عنداش متابعين. الشيء هذا جعل أي شخص يبرز علي تيك توك، وبالتالي صار يظهر على الناس فيديوهات كثيرة من المحتوى الهابط، ولكن هذا لا يعني بالضرورة أن كل محتوى تيك توك هابط، او أن المشكلة من التطبيق نفسه، حالياً تيك توك من أكثر تطبيقات التواصل الاجتماعي شعبية ونموا، وفيه كل انواع المحتوى العلمي والثقافي والترفيهي وطبعاً الهابط. وكل شخص يجد ما يبحث عنه في التطبيق، لهذا خلاصة الموضوع ان كل شيء يقع علي عاتق المستخدم، واختتم قائلا من يبحث على المحتوى المفيد سيجده ومن يبحث عن المحتوى الهابط سيجده ايضا .
نبض الحياة ونصيحة للأمهات
• لقاؤنا الآخر قادنا لصانعة المحتوى التي عرفت نفسها باسم نبض الحياة ولها صفحة نشطة جدا على تطبيق الفيس بوك ، ونقلتنا معها في رحلة حول تجربة مميزة في صناعة المحتوى، فقالت : لم يخطر في بالي هذه الخطوة أو أن يكون عندي (قروب) وعدد الأعضاء كبير، منذ كنت صغري كنت اتابع التليفزيون كثيرا وأشاهد برامج الطبخ ..وأتابع منال العالم من قبل أن أكتشف موهبتي في عالم الطبخ ، اشتريت عجانة مثل عجانة منال العالم وكنت سعيدة يوم شرائها ومرة عن مرة اجرب وصفاتها واقرا كتب الطبخ واجرب فمرة تصيب ومرة تخيب، وهكذا اكتسبت خبرة رائعة جدا في هذا المجال . اول ما اشتريت هاتف له )كاميرا( ممتازة بدأت اصور وصفاتي وأشارك ف مجموعات مختلفة على الفيس ،وجدت تجاوبا كبيرا في التعليقات ..قمت بتصوير خطوات الوصفة ونشرها بالكامل . وبعد تجريب هذه الوصفات طلبوا مني تكوين مجموعة او صفحة كمرجع لهم ، وفعلا اسست مجموعة لوصفاتي والحمد لله التحفيز يأتيني خصوصا من رسائل الشكر التي تصلني ، خاصة من أناس وضعهم صعب ..حالات تقول أن والدتها توفت وتعلمت من المجموعة وهناك من تقول إنها متزوجة ولا تعرف طبخ أكلاتنا الليبية ، وجربت بعد ما نزلت الطريقة بالتفصيل ونجحت معها …يبدون فعلا سعداء جدا بنجاح وصفاتهم وهناك حالات فتحت مشروعا بوصفات الحلو ونجح مشروعها ، هكذا ازدادت الرغبة في الاستمرار في العطاء، وشعرت أنني غيرت حياة كثير من الناس من التفاصيل التي أقوم بنشرها وتأثروا بها ، والحمد لله أنا اقدم كل ما هو إيجابي، وأحاول قدر المستطاع نشر ما هو مدروس ويعطي فائدة لمن يتابعوني . وللأمانة حب المتابعين ودعواتهم أثرت في كثيرا. بالنسبة للذين ينشرون المحتوى غير الهادف خصوصا الخارج عن السلوك والآداب العامة أنصحهم بان يتقو الله فقط لأنهم فعلا مؤثرين جدا ويؤثرون في جيل كامل، أية عائلة ينقصها وعي وتأسيس لافراد الاسرة يتجهوا لمتابعة اصحاب المحتوى الهادف ويضعوه قدوة لهم . من هنا أنصح الامهات بالوعي والثقافة، فهذا ضروري قبل أن تضع بين ايدي طفلها جهاز يضعه في عالم )السوشل ميديا( ولابد أن تتابعهم. مشكلة عالمية وليست محلية
• الدكتورة ثريا الشامس أخصائية علم نفس:
ترى أن وسائل التواصل أحدثت شرخا كبيرا في العلاقات الإنسانية والاجتماعية بشكل كبير جدا وليس في المجتمع الليبي بل في كل المجتمعات العربية وحتى الغربية، لدرجة أن الناس لم تعد تعيش الواقع، الناس أصبحت تعيش حسب ما يظهر في هذه الوسائل وترى هذا هو الوضع الأمثل وهو النموذج الذي يحتسب به وهذه بيست حقيقة، يعني للأسف سواء في العادات أو في التقاليد أوفي الأفراح، في كل هذه الأمور التقليد أصبح السمة السائدة ، وما يشاهدوه صار نموذجا واقعيا، وبصراحة هذه التطبيقات سببت خللا في العلاقات الا جتما عية والإنسانية ، ومن هنا يأتي الدور الذي من الممكن أن يلعبه الاخصائي الاجتماعي بالتوعية ، ومثلما قلت أن الموضوع أكبر من المنطقة العربية ومن ليبيا ، نستطيع أن نقول أن الموضوع عالمي يعني هذا بالنسبة لي كأخصائية علم النفس وهو نوع من أنواع الإدمان. للقانونيين رأي السيدة جميلة الامين باحثة قانونية ، قادتنا للمنطقة القانونية حيث اشارت إلى عدد من المسائل القانونية في استخدام تطبيقات التواصل الاجتماعي وقالت: من المعلوم أنه يجوز لمن تقل سنه عن 18 سنة ان يستخدم حسابا على منصة تيك توك تحت إشراف أحد الوالدين أو الوصي الشرعي والقانوني ، إذا كانت سن الرشد في موطن المستخدم هى 16 سنة، والجميع يعلم أنه خلال السنوات الأخيرة زاد استخدام التطبيق بدرجة كبيرة جداً ، حيث قد تنتهك خصوصية اي إنسان دون علمه ، وقد يترتب على ذلك استخدام أية وسيلة من وسائل التواصل الاجتماعي عبر شبكة الانترنت بشكل يخالف القانون و يمس الآداب العامة ويعرض الفرد للمساءلة القانونية وتقام ضده الدعوى الجنائية من قبل الجهات المختصة . ولا نغفل أيضاً مخالفة العادات والتقاليد من قبل بعض المستخدمين لتطبيق تيك توك وغيره من التطبيقات للعادات والأعراف المحلية ، ضاربين عرض الحائط بالقيم الدينية والمجتمعية من أجل الشهرة وكسب المال ، ونتيجة لذلك رأينا عديد الدول حظرت استخدام تطبيق تيك توك للمخاطر الأمنية وانتهاك سياسة الخصوصية، كيف قد يتعرض البعض للاستغلال والابتزاز، ولأن المجتمع الليبي ليس استثناء عن باقي العالم ، أصبحنا نرى التأثير السلبي له ، مما يتطلب العمل بشكل جماعي لتوعية الشباب وأولياء الأمور للاستخدام الإيجابي للتيك توك، والتنبيه إلى انه هناك قانون للجرائم الإلكترونية، وقانون لحماية الآداب العامة، في حالة مخالفتهم القانون ، وقيم وعادات المجتمع .
• آمال العرعود أخصائية تربوية …
الأسرة و المدرسة والمسجد … الأسرة هي الخلية الأساسية في المجتمع إن صلحت صلح المجتمع ، ولأهميتها تسعى هذه المواقع لتدميرها وتدمير قيمها المستمدة من الدين الإسلامي ، مواقع التواصل الاجتماعي سلاح ذو حدين إما أن يدمرها و أما أن يسهم في تعليمها وتثقيفها ، او تدميرها نفسيا واجتماعيا و دينيا، وهناك يقع الأمر على عاتق الأب و الأم في ..
أولا : عدم توفير الأجهزة الخاصة للأطفال والمراهقين و عند الحاجة للبحث و التعلم استعمال الكمبيوتر و بين الأسرة و ليس في مكان منفرد ..
ثانيا: تقنين الرقابة الأبوية المشددة ، تحديد المواقع المسموح باستعمالها و الوقت على ان يكون الوالدين قدوة و يمنحوا أبناءهم الوقت الكافي حتي لا يكون هناك الفراغ الموجه إلى سراديب مواقع التواصل الاجتماعي . المدرسة والمسجد هما أساس التربية المساعدة للأسرة و عليهما عاتق التربية المساندة للأسرة ، والمدرسة دورها أصعب وأكبر من المسجد لأن شريحة التلاميذ و الطلاب أكثر بكثير من مترددي المساجد و هذا امر مؤسف جدا و لكنه واقع، و هذا سببه كوارث السهر علي مواقع التواصل الاجتماعي (إهدار الوقت) ، و لهذا يكون عليها الثقل في التوعية ، و طرق التوعية تختلف من الملقي للمتلقي و كيف تكون طرق إيصال المعلومة عن كوارث هذه المواقع على الجيل صحيا و نفسيا و أخلاقيا ، كذلك تفعيل النشاط المدرسي بصورة فعالة و يعطي له الأهمية الكبرى وليس لمجرد المشاركة في مسابقات تمثل المدرسة ، مشاركة التلاميذ أو الطلاب في البحث عن مضاره ومشاركتها مع الزملاء اما عن طريق الإذاعة
المدرسية أو تخصيص يوم لهذا بدل المناشط غير الهادفة المنتشرة بمدارسنا و هذه من آثار مواقع التواصل الاجتماعي حتى على المجتمع المدرسي، والمدرسة لا تستطيع المجابهة لوحدها دون أن يكون للوازرة دور فعال في ذلك و جعله مشروعا وطنيا لإنقاذ الجيل من الضياع، فهم بناة المستقبل. وكذلك المساجد، تكتيف التوعية عبر منابرها لأولياء الأمور على مخاطر هذه المواقع وآثارها في انهيار القيم المجتمعية وكذلك توعية المترددين عليها لحفظ القرآن الكريم فهي وسيلة لتوعية الأقران سواء بالمدرسة أو الحي أو في نطاق الاسرة .
• وسألناها في تقديرك ما هو الانسب لمواجهة مخاطر مواقع التواصل الاجتماعي، هل بالمنع ام بالتوعية ؟
اجابت قائلة : مواقع التواصل الاجتماعي هي عبارة عن مواقع مسيسة لتدمير الأسرة و المجتمع الإسلامي بالأخص ولخصوصية مجتمعاتنا، المغريات التي تنشر لا تجابه بالمنع لانه سيبحث عنها بسبل غير مشروعة أحيانا بالتوجه للسرقة لاجل الحصول علي جهاز وإخفائه عن العائلة، ولكن التوعية وفتح أبواب النقاش والحوار معهم وعدم التعنت والاقناع والتحفيز على تحديات ترك المواقع هودي اجدى من المنع، وبقرب شهر رمضان فلتطلق الاسرة تحد لمن يستغني على المواقع واستغلال الوقت في العبادة و التطوع والفائز يتحصل على جائزة مغرية على الا تكون جهاز نقال ، وهذه اول خطوة على الإقلاع على إدمان المواقع الاجتماعية . وسألناها إلى أي مدي اسهمت وسائل التواصل الاجتماعي في إحداث شرخ كبير في العلاقات الإنسانية والاجتماعية في المجتمع الليبي؟
* مواقع التواصل الاجتماعي هدفها الرئيسي هو تدمير المجتمعات المترابطة ونشر الفساد بالمجتمعات المحافظة ، ساهمت إسهاما كبيرا في قطع صلة الأرحام والتواصل بين الأسر ، وإظهار المظاهر الخداعة فباعدت الناس عن التواصل مع بعض لعدم قدرة البعض على مجاراتها ، وساهمت بنشر أفكار هدامة مدمرة وتغيير المفاهيم وإضاعة البوصلة المجتمعية والأخلاقية للمجتمع الليبي ، فأصبح من يتكلم عن النزاهة والقيم و المبادئ و الشرف هو شخص من القرون الوسطي في نظرهم .
* خاتمة:
تعددت الآراء وتنوعت بين أخصائيين وقانونيين وصانعي المحتوي حول تطبيقات التواصل الاجتماعي والنتائج التي أحدثتها في المجتمع الليبي ، مابين الإيجاب والسلب ، واجمعت الآراء على أن غياب التوعية والرقابة الأسرية هي من اوصلت المجتمع إلى هذه الحالة ! اخترنا أن نطرق هذا الباب لنفتح حوارا مجتمعيا حول هذه التطبيقات لتكون البداية .
* استطلاع .. عواطف ابومليانة