بعض النفوس الضعيفة والتي لاتعرف أن الشعب الليبي بكل أطيافه ومستوياته ومدنه وقبائله هم أسرة واحدة وإخوة في وطن واحد متصاهرون ومتجاورون تربطهم أواصر الدم والهوية واللغة والدين والتراب . قاوموا الاستعمار الذي تعاقب على هذه البلاد وهم بدون إمكانيات ولاعتاد ولم يكن في حساباتهم ولافي جهادهم أهداف أو أطماع للمناصب والمكاسب والهيمنة إنما كان إيمانهم بالدفاع عن الوطن حباً منهم لترابه وأن يعيشوا في أمن وسلام فلم يتخلوا عنه ولم يستسلموا للاستعمار الذي جاءهم غازياً محتلا بلارحمة ولا شفقة وقاوموه بالمعارك في كل مكان من تراب ليبيا ، لم يكن في حساباتهم شرق ولاغرب كل تراب ليبيا واحد وعاهدوا أنفسهم بأن التراب الذي دنّسه الاستعمار لابد أن يتم تطهيره من الأعداء الغزاة وتواصلوا بالجهاد وسطّروا ملاحمهم في معارك الشرف والبطولة ولقّنوا الأعداء ومن تحالف معهم من العملاء والخونة دروساً سجّلها التاريخ بأحرف من نور سيظل يذكرها وتتداولها الأجيال جيلاً بعد جيلٍ وإن كان هناك ردّة استعمارية يمهد لها الطامعون بالكراسي حلفاء الاستعمار المتنكرون لجهد الأجداد وتضحيات الشعب الليبي الذي أذاقتة الفاشيستية الإيطالية أصنافا من الإعدامات والاعتقالات والنفي لا أول لها ولا آخر ورغم ذلك انتصرت إرادة الشعب وتحرر من الاستعمار . الأجداد الذين قدموا أرواحهم وأعمارهم من أجل تحرير هذا الوطن من الاستعمار بكل أصنافه كانوا على ثقة بأن أحفادهم لن يخدلونهم وعمر المختار عندما قال للضابط الإيطالي الذي كان يحقق معه (نحن لا نستسلم ننتصر أو نموت) وهذه ليست النهاية بل سيكون عليكم أن تحاربوا الجيل القادم والأجيال التي تليه والتي لن تقبل وترضى لعودة الاستعمار تحت أي ظرف من الظروف.
■ رئيس التحرير
