الثروات الطبيعية في منطقة الساحل والصحراء جعلت من دول هذه المنطقة هدفا تتكالب عليه القوى العالمية مثل الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا والصن ولحقت بهم في السنوات الأخيرة روسيا يتشكل الساحل الأفريقي من خمس دول رئيسة هي: مالي، بوركينافاسو، تشاد، النيجر، وموريتانيا، وهي دول عانت لسنوات من ظروف أمنية أربكت خطط التنمية، وجعلت هذه الدول تلجأ إلى طلب دعم فرنسا التي احتكرت ثروات اليورانيوم في هذه المنطقة لعقود لتشغيل محطاتها النووية. وتسبح دول الساحل فوق احتياطات كبيرة من الغاز، حيث تقدر احتياطات النيجر من الوقود الأحفوري ب 993 مليون برميل من النفط، و 175 مليون متر مكعب من الغاز الطبيعي، بينما تحتفظ جارتها تشاد بنحو 1.5 مليار برميل من النفط . وتعمل روسيا التي وجدت في طرد فرنسا من النيجر العام الماضي فرصة مواتية لتتواجد في المنطقة من خال مشاريع الطاقة النووية في هذه الدول التي تعاني من نقص شديد في الطاقة الكهربائية . ومن جهتها أعلنت موريتانيا في 2019 اكتشاف حقل مشترك مع السنغال هو حقل «أحميم » القادر على إنتاج نحو 50 تريليونا قدم مكعبة من الغاز، عاوة على الحقل الخاص بموريتانيا وحدها وهو حقل «باند » الذي يضم نحو 1.2 تريليون قدم مكعبة . كما تملك دول الساحل الأفريقي كميات ضخمة من اليورانيوم، حيث تحتفظ النيجر وحدها بنحو 7% من إجمالي الاحتياطي العالمي من هذه المادة، أي ما يقدر ب 532 ألف طن؛ ما يجعلها رابع منتج لهذه المادة عالميًّا . كما تملك تشاد ومالي احتياطات من اليورانيوم تُقدر بنحو 2.4 و 9 آلاف طن على التوالي .. وقال الخبير الاقتصادي النيجري يوسف أوالي إن: «هذه الثروات تحوّلت إلى نقمة بالنسبة لدول الساحل التي أصبحت هدفًا لأطماع استعمارية جديدة من قبل دول عظمى تسعى إلى إلى استمرار احتكارها لثروات شعوب هذه المنطقة التي تعاني من الفقر والمجاعة. وبنَّ * أوالي أن هذه الثروات قادرة على إحداث نقلة في مستقبل شعوب المنطقة، لكن تغلغل عدد من دول وخاصة فرنسا واستغلالها لثروات المنطقة مقابل خدمات لم تظهر أي نتيجة في حياة المواطن في دول الساحل والصحراء. ورغم أن الجفاف أدى إلى تراجع الزراعة فيها، ودفع إلى تقلّص المساحات الفلاحية، فإن خيرات الساحل الأفريقي تمتد إلى مواد أخرى، مثل: اللثيوم، والذهب، حيث توجد عدة مناجم . ويعدّ الليثيوم كنزًا تبحث عنه بضع قوى دولية، إذ يتم استخدامه بشكل كبير في الصناعات المدنية والعسكرية الحديثة، ويستخدم في تصنيع السيارات الكهربائية من خال بطاريات الليثيوم . ويوجد في مالي منجم * وغلامينا * الذي تقدر طاقته بنحو 142.3 مليون طن متري من الليثيوم. وعلى مستوى الفوسفات تمتلك النيجر احتياطيًّا يُقدر ب 2 مليار طن متري، فيما تليها موريتانيا ب 1.2 مليار طن متري. أما مالي فلديها بنحو 600 مليون طن متري، و 200 مليون طن متري في تشاد، و 100 مليون طن متري في بوركينافاسو.
ليصلك كل جديد أشترك في القائمة البريدية
مقالات ذات صلة
شاهد أيضاً
إغلاق