مقالات

خريطة المقاصد في الخطاب الإعلامي الوطني

تعرض الإعم الوطني الليبي ومؤسساته ا المتعددة العامة والخاصة إلى عمليات جلد وسلخ مؤلمة ومهينة تكاد أن تكون مميتة أوصلتنا إلى شبه قناعة باستحالة إصح هياكله وأدواته.. غير أن ا النقد الإيجابي لابد وأن يفصح عن وصفة عج ا ويفصح عن بوادر أمل تجعلنا قادرين على تصحيح المسار وتلمس طريقنا نحو مرافئ الأمان . من كل المنطلقات التي استعرضتها في مقالاتي السابقة تكوّن عندي المدخل الرئيسي للرؤية الإعلامية التي نسعى لبلورتها وصياغتها ضمن خطابنا الإعلامي على أقل تقدير. هنا استعرض أهم محددات ومقاصد الخطاب الإعلامي المفترض تقديمه في هذه المرحلة على الأقل، ولقد استندت في حصرها على إسهامات مختلفة لشخصيات من تخصص ومهتم أبدت نن جهدا متميزا في صياغتها وجمعها، شكلت في مجملها تحديد ملامح الخطاب الوطني ومحدداته وهي ما نعدده في النقاط التالية: = تقديم خطاب رص متوازن و”محايد” ن )ملتزم ومتوازن( لا إقصاء فيه لأي طرف، يعلي مصلحة الوطن ووحدته واستقراره، وتناغم نسيجه الاجتماعي بمختلف تلويناته وأطيافه ، وأمنه وأمانه، مبتعدا عن التهييج وإثارة الفن، و يهدف لاحترام عقلية المتلقي بكل تجرد و علمية و لا يركن لفشل الواقع . = إبراز حق الليبي في اختيار النظام ن السياسي والاقتصادي والاجتماعي الذي يختارونه حال خروجهم من الوضع المتأزم الذي يعيشونه الآن. = الابتعاد عن الإسفاف والشتائم وشخصنة الخطاب باستهداف أشخاص بعينهم بل تجاوز ذلك بنقد الأفعال و الممارسات التي يمارسها أولئك الأشخاص. = تقديم مادة إعلامية ثرية وغنية مبنية على العلمية وتستند على إبراز الحقائق وتقديم الأدلة والبراه على الجرائم التي ترتكب بحق الوطن نوالمواطن. = تقديم الجانب الوسطي للدين وفضح المشروع التكفيري، وعرض رسالة الإسم بعيدا ا عن التعصب والغلو والتطرف، وكشف الدور الذي يلعبه مشائخ السلطة وغيرهم من الذين يستغلون الدين في تمرير مخططات غايتها تدمير البد.ا = سرد الحقائق التي بدأت تتكشف أمام الإعم العالمي كالتدخل الخارجي في شؤون الوطن اومشاركة المخابرات و القوات الأجنبية على الأرض . = تقديم دراسات وحوارات متخصصة في مختلف المجالات لاسيما الحقوقي والقانوني ننلكشف جرائم الاعتقالات والملاحقات للمواطن ن على الهوية ومنع النازح والمهجّرين من حقوقهم ن التي كفلها لهم القانون الدولي، و نهب ممتلكاتهم و سلب أرزاقهم والاستيلاء على أموالهم بغير وجه حق. = تنمية الثقافة الحقوقية والقانونية وتشجيع المواطن وإطلاعهم على حقهم في رفع دعاو ن وقضايا ضد المجرم و المغتصب لحقوقهم، نن وفضح جرائم الحروب كقتل المدني و تدمير البنية ن التحتية للبد، والتعريف بقضايا النازح بالداخل نا والمهجرين بالخارج وإبراز معاناتهم الإنسانية و تجاهل العالم لقضيتهم. = تجميع المواد الإعلامية والأرشيف الخاص بالعقود السابقة والأعمال الوثائقية وكافة الأنشطة الفنية والعلمية والثقافية والاحتفائية وإعادة عرضها عند مصادفة مناسباتها. = الاهتمام أكثر والتنويه دوماً على التمسك بحق عودة اللاجئ والمهجرين إلى ديارهم ن وممتلكاتهم باعتباره حقاً فردياً خاصا وجماعيا عاماً يساعد تحقيقه على تهدئة الخواطر وتطييب النفوس وتعزيز الثقة بالنوايا الحسنة. = إبراز مأساة السجناء والمعتقل على ن خلفيات سياسية أو عقائدية أو المخالفة في الرأي والمطالبة بالإفراج عنهم دون قيد أو شرط واقتراح صيغ عملية للتعايش ب المختلف داخل النسيج ننالواحد. = تجريم وتبشيع وإدانة المجازر والجرائم والانتهاكات لحقوق الإنسان بغض النظر عن الأفراد أو الجهات التي ترتكبها وإبراز البعد الإنساني والأخلاقي والقانوني للقضية الوطنية الليبية وإعلائها كقيمة في نفوس الناس. = دحض الشائعات عبر إجراء مقابت مع ا الشخصيات المعنية، من أجل تفنيدها وتوضيح الحقائق للرأي العام، وفضح أبعاد الحرب النفسية والإعلامية التي يشنها المتخاصمون على بعضهم البعض، والعمل على رفع الروح المعنوية للمواطن.ن = الاهتمام ببرامج الأطفال، مع التركيز على البعد الوطني، والابتعاد عن الصور والمشاهد والقصص الوحشية، وصياغة قصص إخبارية وتعليمية وتربوية حول الاخطار التي قد يتعرض لها الاطفال. = دعم وتشجيع ورعاية الإبداعات الوطنية الشابة في مختلف المجالات ، وتعميم الإشادة بالمبدع الليبي على كافة الصعد المحلية ننوالعربية والعالمية. = التركيز على معاني الالتقاء على وحدة الهدف والمصير. = إعادة نشر الأدب الليبي الذي شكل الوجدان الشعبي خل الفترات التاريخية وحمايته من ا الضياع والاندثار، وتعريف الأجيال الجديدة به، فض عن أدب وفن المقاومة ضد الهجوم والعدوان ا والتدخل الخارجي المنتهك للسيادة الوطنية بكل انواعه. = التذكير دوماً، والدعوة للعمل على استعادة القطع الأثرية ذات القيمة التاريخية وغيرها من الممتلكات التي اختفت بسبب حالة الانفت ا والفوضى مما سهل عملية الاتجار بها بشكل غير قانوني . = تشجيع المواطن على الاطع والقراءة نا من خل تعريفهم بآخر الإصدارات في المجالات ا المختلفة، التي تسقط الأضواء على التجارب والمحن المشابهة التي مرت بها شعوب غيرنا من أجل الاستفادة منها في تلمس طريق المستقبل = تعريف المواطن بالمؤسسات الإعلامية ن المعادية، تاريخها وأهدافها و التعامل بحذر مع ما تنشره. = تعزيز دور الإعم في حماية النهج والممارسة ا الديمقراطية، وتعزيز سيادة القانون، وحماية أمن الوطن و المواطن والحفاظ على الممتلكات العامة والخاصة، والتركيز على القصص البطولية التي تعبر عن حالات الصمود والصبر. = استدعاء كل الجهود الإعلامية ودعمها بالخبرات والكفاءات والقدرات في الدعوة إلى المصالحة الوطنية الشاملة، والتعالي على الجروح والثارات وإطفاء نار العداوات والانتقام، وإعء ا قيمة الوطن وفقا لروح المحبة والتسامح والصفح والعفو والاحتكام إلى قانون منصف في فض النزاعات واسترداد الحقوق.

■ عبد المنعم اللموشي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى