مقالات

ترامب بين الصفقات والجنون

قبل أن يستلم مقاليد البيت الأبيض أثار الرئيس الأمريكي المنتخب ترامب.. أثار علامات استفهام عجيبة وغريبة بعد أن جدد دعوته التي أطلقها خلال ولايته الأولى للولايات المتحدة لشراء جزيرة «جرينلاند » من الدنمارك، وكان قد أعلن عن رؤيته لجعل كندا ولاية أمريكية ، وقبلها حديثه عن ضرورة ستعادة السيطرة على قناة بنما بعد دعواته،. وكتب ترامب في منشور على شبكته الاجتماعية “تروث سوشيال”، أن «الولايات المتحدة الأمريكية تشعر أن امتلاك جرينلاند والسيطرة عليها هو ضرورة مطلقة لأغراض الأمن القومي والحرية في جميع أنحاء العالم .» وذكرت وكالة الأنباء الألمانية “د ب أ” أن سياسيين من جرينلاند أبدوا ردود فعل متباينة، إزاء ما كتبه ورفضت وزيرة خارجية جرينلاند، فيفيان موتزفيلدت، على قناة «تي في »2 التلفزيونية الدنماركية، آخر تعليقات ترامب ووصفتها بأنها «هراء ». كما أكد رئيس وزرائها موتي بي إيجيدي، أن جرينلاند ليست للبيع، لكنه قال إنها يجب أن تكون منفتحة على التعاون الاقتصادي «لأنه ليس كل أشكال التعاون وكل التجارة يمكن أن تمر عبر الدنمارك .» وأشار إيجيدي، إلى أن دعوات ترامب الأخيرة للسيطرة الأمريكية ستكون بلا معنى مثل تلك التي أدلى بها في ولايته الأولى. ولم تكن هذه هي أول مرة يبدي فيها ترامب اهتمامه بجرينلاند، ففي صيف عام 2019 ، خلال فترة ولايته الأولى، اقترح ترامب شراء أكبر جزيرة في العالم وضمها إلى الولايات المتحدة، وكان رد الدنمارك، التي ترتبط جرينلاند بها سياسيا، واضحا: لا، شكرا. وتتمتع جرينلاند، التي يبلغ عدد سكانها نحو 56 ألف نسمة، بالحكم الذاتي إلى حد كبير . وتعتبر الجزيرة ذات أهمية استراتيجية كبيرة بسبب موقعها في القطب الشمالي، وقربها من روسيا، وثرواتها المعدنية. وتقع جرينلاند ، أكبر جزيرة في العالم، بين المحيط الأطلسي والمحيط المتجمد الشمالي. وتغطي طبقة جليدية 80 في المئة من مساحتها، كما تستضيف قاعدة عسكرية أمريكية كبيرة. وحصلت جرينلاند على الحكم الذاتي من الدنمارك في عام 1979 م ، العجيب أن حمى الصفقات هي جزء من تفكير ترامب التاجر الذي هبط على البيت الأبيض كسهم فالت من خارج المنظومة السياسية التقليدية الامريكية ، لذا فلتصريحاته وقع ممزوج من الكوميديا والاستغراب ، وما زال العالم يتذكر دعوته لحقن المصابين بوباء الكرونا حقنهم بمطهرات ، وهو التصريح الذي جعل العالم يسخر من ترامب ويتهمه بالهرطقة ، ولكنه قال إن وباء الكرونا يتم مقاومته بالمطهرات ، لذا على الإنسان المصاب بالفيروس أن يأخذ حقنة كي يتعافى ، وهو ما أضحك الجميع واعتبروه دلالة انحطاط وجهل ترامب ، لكن ما الذى سيفعله الناس وترامب هذا ليس منشط حفلات أو نادل فى مقهى صيفي أو كومبارس فى مسرحية ضاحكة ، إنه رئيس أكبر وأقوى وأغنى دولة فى العالم ، لذا فكلامه حتى لو كان مزاحا ساذجا فهو محل اهتمام ويحتاج للمتابعة والرصد وخصوصا وأنه تاجر صفقات ورجل مغرم بكل ماهو غريب وعجيب ، لقد وعد بتدمير غزة علما بأنها مدمرة ولا يوجد فيها شيء بلا تدمير ، وذهب إلى مقالة رئيس كوريا الشمالية ووصف « كيم يونج « بالصديق ، وعاد ووصفه برجل الصواريخ ، ثم قال إنه سينهى حرب روسيا وأوكرانيا خلال 24 ساعة ، ولكل هذا وغيره ، فإن شعوب العالم على موعد مع سيرك أمريكي عجيب طله ترامب وهو الممثل وكاتب السيناريو والمخرج وجمهوره العالم كله ، لذا على الليبيين أن لا يأملوا فى إدارته خيرا ، فهو أنانى لا يريد إلا أمريكا ومصالحها حتى أن شعار حملته الانتخابية كان (أمريكا أولا) فعلى الساسة فى بلادنا والمنشغلين بالشأن العام أن يجدوا الحلول فيما بينهم وأن يتقوا الله فى ليبيا وأن يتصالحوا لما فيه خير البلاد والعباد وأن لا يأمنوا لمخططات الأجنبي شرقيا كان أم غربيا، فلا أحد يهمه مصلحة ليبيا أكثر من أبنائها وأهلها.

■ الدكتور أبوالقاسم صميدة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى