الشرق الأوسط الإسرائلي
(إسرائيل الكبرى) والشرق الاوسط الإسرائيلي هما مفهومان سیاسیان مرتبطان بمخطاطات وأهداف الكيان الصهيوني ترتكز على الهيمنة والاستيطان وتوسيع النفوذ الإسرائيلي سواء من الناحية الجغرافية او الاقتصادية او السياسية حيث يستند هذا المصطلح على تأويلات دينية مزعومة تستند إلى خرافات ثراثية تزعم أن أرض الميعاد تمتد من نهر النيل إلى نهر الفرات. وعبر السبعين سنة الماضية تحولت هذه التوجهات إلى ايديولوجية صهيونية متطرفة تدعو إلى السيطرة على الأراضي العربية بزعم أنها كانت جزءاً من الممالك الصهيونية القديمة معتمدة على تفاسير خرافية لمفهوم أرض الميعاد الموعودة وعلى هذا ارتكزت فكرة اليهود المتطرفين للتوسع الاستيطاني من خلال وما يعرف بتطبيق التوجهات الإبراهيمية خلال العقود الماضية ومن هنا بدأ تطبيق مفهوم صهيونى جديد من حيث التنفيذ لتحويل الشرق الأوسط المزعوم إلى منطقة تخدم المصالح الصهيونية عبر الهيمة والمبنية على الأهداف الآتية: • ضمان أن تكون (إسرائيل) القوة العسكرية الأقوى والأبرز في المنطقة. • تحقيق دعم دولي غير محدود مالي وتقني من الولايات المتحدة الأمريكية بهدف الوصول إلى التفوق التكنولوجي .. لتلتقي فيما بعد الجغرافيا والسياسة والاقتصاد لصالح هذا الكيان والعمل على تقسيم الدول العربية إلى كيانات صغيرة متصارعة على أساس عرقي أوطائفي أو قبلي وذلك عبر ما يعرف بوثيقة (عوديد بنون) الصادرة عام 1982 ، التي شكلت فيما بعد خطه لإضعاف الدول العربية وإنهاء أي تهديد لها إلى جانب إخماد الشارع العربي لتجنب أي رفض وتخذيره نهائيا لتنفيذ وتمرير هذا المخطط الخبيث والشروع في الهيمنة الاقتصادية وفي مجال التجارة، والطاقة والمياه وإرساء ما يسمى بالسلام الكاذب والتطبيع الاقتصادي الشامل مع عدد من الدول العربية و الإسلامية تحقيقا للاندماج الكامل الديني المزعوم في المنطقة عبر ما يعرف بالاتفاقيات الإبراهيمية إلى جانب العمل على القضاء على الوجود الفلسطيني بالأرض المحتلة من خلال حرب الإبادة الجماعية في قطاع غزة والضفة الغربية لإنهاء التواجد الفلسطيني بشكل نهائي والشروع في استكمال المستوطنات الصهيونية في هذه المنطقة حيث أصبح واضحاً ان المستهدف هو قيام (إسرائيل الكبرى) على أنقاض دول المنطقة فى تفتيت جغرافي وسياسي لكل الكيانات العربية تنفيذا لمخطط صهيوني مدروس ومدعوم سياسيا وماديا وتقنياً من قبل دول الغرب ورغم قلق البعض من هذا المشروع “الشرق الأوسط الإسرائيلي” إلا أن هذا التحول نحوه جار على قدم وساق كمفهوم وتخطيط بكل حماس صهيوني تدعمه إرادة غربية دولية مزعومة وفق تطلع قيادات الصهيونية العنصرية من خلال خارطة طريق راسخة ومستمرة دون تردد أو تأجيل غير قابل لأي تأخير وسط شارع عربى صامت ، وفى حالة من السبات العميق قابل بأمر واقع تارك فلسطين ضحية للصهاينة رغم علم هذا الشارع وقياداته بأن السيطرة على فلسطين وتهجير أهلها وإبادتهم ماهى إلا الخطوة الأولى على طريق قيام (إسرائيل الكبرى) على أنقاض الوطن العربي .
■ د. محمد شرف الدين الفيتوري