*صباح الخير .* شكرا .* التحسن المستمر .* المرونة الدائمة . فهل نتعلم من اليابان طريقة العيش كي نطوي صفحات تأخرنا. فاليابان، تلك الجزيرة التي تحولت من رماد الحرب إلى قوة اقتصادية عالمية، تعلمنا درسًا عظيمًا يمكن تلخيصه في أربع كلمات: صباح الخير، شكرا، التحسن المستمر، المرونة الدائمة. صباح الخير : بداية مشرقة لكل يوم في الثقافة اليابانية، تحية الصباح ليست مجرد كلمات، بل هي رمز لانفتاح على الحياة والآخرين. “صباح الخير” ليست فقط تعبيرًا عن الأمنيات بيوم جميل، بل هي بوابة للأمل، وتنبيه على أن كل يوم جديد هو فرصة للبدء من جديد. الشكر في اليابان ليس مجرد عادة، بل فلسفة حياة. الامتنان يعبر عن التقدير للآخرين، مهما كان ما يقدمونه صغيرًا. كلمة “شكرا” تعيد بناء جسور العاقات، وتذكرنا بأن الحياة ل ليست قائمة فقط على ما نأخذ، بل أيضًا على ما نقدّر. ومن أعظم الدروس اليابانية للعالم فلسفة “التحسن المستمر”، أي أن التغيير الإيجابي يأتي بخطوات صغيرة ومتواصلة. في العمل، في العاقات، أو حتى في العادات اليومية، ل نجد اليابانيون يسعون دومًا لأن يكون الغد أفضل من اليوم . في مواجهة المصاعب، نجد الشعب الياباني يتسم بمرونة نادرة. هي تلك القدرة على التكيف والتأقلم مع التغيرات، دون كسر أو تراجع. المرونة ليست ضعفًا، بل هي قوة خفية تعيدك أقوى بعد كل عاصفة. إذا كنا بحاجة إلى مثال حي من الطبيعة، فلننظر إلى النملة. تلك الكائنة الصغيرة التي لا تعرف اليأس. حن حُبُط في مسعاها، تعيد المحاولة مرة واثنتن وثاثًا، حتى تحقق هدفها. لأليست تلك هي نفس روح اليابانين؟ بينما نعيش في عالم يتسم بالسرعة والضغوط، قد يكون تبني هذه الكلمات الأربع أسلوبًا يعيد التوازن إلى حياتنا. لنبدأ يومنا بتحية مشرقة، ولنكن شاكرين، نسعى للتحسن المستمر، ونبقى مرنن أمام التحديات. لعلنا بذلك نجد في أنفسنا طاقة النملة وصبرها، ونتعلم كيف نحيا مثل اليابانين . فهل نبدأ اليوم؟
■ الدكتور : خليفة العتيري