بعدما تم غرس الكيان الصهيوني في قلب الوطن العربي قبل نحو ثمانية عقود سُئل الإرهابي ديفيد بن غوريون أول رئيس وزراء إسرائيلي بعد النكبة عن حدود ما يسمى بإسرائيل فأجاب “حدودنا حيث يقف الجندي الإسرائيلي”.. لا تخفي هذه الإجابة حجم الأطماع التي تسكن مخيلة هؤلاء الصهاينة والأهداف التي يرمي إليها المشروع الصهيوني في المنطقة والمخططات التي تحاك وراء الأبواب المغلقة أو في الغرف المظلمة حيث تشكل مقولة “أرضك يا إسرائيل من الفرات إلى النيل” الأساس العقائدي لكل المسؤولين الصهاينة أمس واليوم وغداً.. لذلك فإن الصهاينة عندما وافقوا على قرار تقسيم فلسطين عام 1947 وأستولوا على أكثر من نصفها لم يكن هدفهم إلا تحقيق خطوة في إطار مسيرة الألف ميل التي أعدوا لها قبل ذلك بسنين. ومنذ أن تبنى الغرب وعلى رأسه الولايات المتحدة هذا المشروع تحولت (إسرائيل) إلى رأس حربة موجه نحو كل البلدان العربية التي أنهكتها الخلافات السياسية وأضعفها الإنقسام والتناحر على السلطة، ما ساعد الكيان الجديد على التمدد والتوسع وقضم المزيد من الأراضي العربية وضمها إليه بعيداً عن أي إعتبار للقانون الدولي أو الشرائع المتعارف عليها عالمياً .. وما حدث في سوريا قبل أيام من إحتلال لأراضٍ جديدة والسيطرة على مواقع عسكرية في عملية إستغلال واضحة ومكشوفة لحالة الفوضى التي تعيشها البلاد يؤكد إستمرار المخطط الصهيوني في تنفيذ مقولة بن غوريون سالفة الذكر .. كما أن حرب الإبادة التي يشنها العدو على أهلنا في غزة تندرج في نفس المشروع الذي يهدف إلى تفريغ القطاع من سكانه وتهجير من نجا من الإبادة ومن ثم ضمه بشكل نهائي إلى دولته المزعومة. لذلك فإن من يرى من العرب أنه يمكن التعايش مع هذا العدو وتحقيق الس ام العادل معه إنما يعيش في الأوهام وتسيطر عليه الأح ام الزائفة التي لا تعدو كونها كوابيس سيدرك حقيقتها عندما يفيق من غفوته عاجلاً أو آجلاً