مقالات

(من آمون إلى فرعون)

بداية ، هذا موضوع بدأ بمنشور كتبته على صفحتي في موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» ولأنه يتعلق بموضوع ديني مهم يتناول بعض التقاطعات في حياة نبي الله موسى ويوسف عليهما السلام، وحيث قام بعض الأشخاص بتعليقات مهمة وتحمل معلومات جديدة وجيدة فقد أرتأيت أن أنشرها تعميما للفائدة لكل القراء عبر صحيفة الوقت، فالبداية كانت مع هذا المنشور ؛ جميعنا يعرف من خلال القرآن الكريم قصة نبي الله يوسف بن يعقوب ، وكذلك قصة نبي الله موسى عليهم السلام ، فلو نظرنا إلى القصتين سنجد تقاطعات عجيبة، فيوسف ألقي فى الجُب والتقطه بعض السيارة، وموسى ألقي فى اليم وألتقطه جنود فرعون، وفي عهد يوسف كان القوم يعبدون الصنم «آمون»، وفى عهد موسى كان القوم يعبدون فرعون، ويوسف جعل الله له آية القحط ونقص الماء آية وهي التي أنهت أكذوبة الإله آمون وعبودية الأصنام، وموسى جعل الله له شق البحر وغرق فرعون وجنوده في الماء آية أنهت فرعون واله ، ثم ماذا ؟ لقد جاء فى المعتقدات المصرية القديمة أن «آمون » هو حسب زعمهم إله الشمس والريح والخصوبة؛ وكانت تقدم له الذبائح والقرابين البشرية والهبات ، ومعنى اسمه فى الهيروغليفية هو (الخفي) وبعيدا عن المسلسل الذي أنتجه الإيرانيون للتسويق لفكرة المهدي المنتظر والذي ارتكب منتجوه أخطاء شنيعة حتى فى فهم النص القرآني ، فلقد تآمر إخوة يوسف للتخلص منه بينما ساند هارون ووقف مع أخيه موسى عليهما السلام ، على عكس ما فعل إخوة يوسف ، وبينما عاش يوسف بعيدا عن أسرته كذلك فعل موسى حين ذهب إلى مدين ، ويوسف لم يكن له أولاد ذكور كما جاء فى القرآن قال الله تعالى (حتى إذا هلك) وهلك بمعنى ليس له ولد ، قال الله تعالى (وان إمرؤ هلك ليس له ولد) ، وموسى ذكر القرآن أن له أهل ولم يذكر أن له أولادا ذكورا ، إنها تقاطعات يذكرها القرآن الكريم للعبرة والتأمل والاستفادة ،ومن يرى أن هناك تقاطعات أخرى ليفيدنا فليلفت نظرنا إليها وله الشكر منا والثواب من الله . لقد كانت مواجهة عبادة الأوثان والأصنام والأشخاص مواجهة عظيمة ليخرج الله الناس من الظلمات إلى النور ، ولكن استبدل الناس وثن بوثن ومعبود بمعبود ، استبدلوا الأصنام بالممتلكات والأموال والكيانات والأشخاص بالرؤساء والزعماء والمسؤولين ، (رَبَّنَا اَ تُزِغ قُلُوبَنَا بَعدَ إِذ هَدَيتنَا وَهَب ل لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحمَةً إِنَّكَ أَنتَ الوَهَّابُ) والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله .. إلى هنا انتهى المنشور، وقد علق عليه الباحث والمفكر د عبدالعزيز الصويعى فكتب قائلا «في رحلة البحث عن خالق هذا الكون كان الإنسان القديم يبحث عمّن (أطعمه من جوع وآمنه من خوف) أي كان يبحث عن ال«آمان» (لاحظ حرف العلة متغير: أمان، أمون، أمين) والمعنى واحد .. و»آمون» إله ليبي عُبد في «واحة سيوة» وهو مأخوذ من الإله الليبي «قرزل» أو «قرزة» (رمزه: قرص الشمس بين قرني حيوان قوي) .. لجأت إليه «أثنا» ابنة الإله الليبي «بوسايدون« فتبناها وعُرفت في الدلتا باسم «ثن» أو «نث» وهي أول آلهة أنثى، سمى بها الإغريق عاصمتهم .. وللعلم أن قدماء المصريين كانوا يسمون ليبيا «إمنت« أو «يمنت» وتعني اليمين واليُمن والآمان لاعتقادهم أن الأرواح تسافر إليها أثناء الحياة الثانية .. وفي التراث التوراتي ورد اسم «عامون» أو «بن عامي» وفيه استبدال حرف (أ) بحرف (ع) لقرب المخرج الصوتي .. ولا زالت الأساطير تنكشف والحديث يطول .. وكتب الأستاذ إمحمد الفقهي تساؤلات عن علاقة علم الأركيولوجيا بالدين ، وقال إن خبراء وعلماء آثار كزاهي حواس رئيس هيئة الآثار المصرية ، والباحث والمؤرخ العراقى فاضل الربيعي وغيرهم لم يجدوا ما يشير إلى وجود أنبياء فى الأثر الفرعوني أو النقوش الهيروغليفية ، كما أن المؤرخ الربيعى يذهب للقول إن جغرافية التوراة لا تنطبق على أرض مصر بل تشير إلى اليمن ، وتم الرد على الأستاذ إمحمد الفقهى فى المنشور بالتالى ؛ علم الأركيولوجيا لا يوقر الأديان ويراها أساطير ، كما يراها غير المؤمنين ، وهذا هو الأساس لديهم فعلماء الآثار صناعة غربية وينطلقون من حقيقة معاداة الدين ، هذا أولا ، لقد قرأت ما كتبه كمال صليبي ، وفاضل الربيعي ، وغيرهم ، بل ذهبت إلى يوسف زيدان وإلى مالك بن نبي والجابري ومحمد أركون ، جميعهم يحاولون الخوض فى النص الديني ، وهنا لا يسعنا إلا أن نؤكد إيماننا بصدق كتاب الله ولن نلتفت الى علم التابوت ، فكلمة «أركيولوجيا» كلمة غربية موضوعة قصدا وهى مشتقة من « الأرك «، وهو التابوت – تابوت العهد لدى بني إسرائيل كما يقولون – وهذا يكفي لمعرفة أنه علم موضوع من أجل التصدي للإيمان ، أخي الكريم بعيدا عما يقوله علم الاركيولوجيا ، أليس اسم أوزريس قريب فى النطق مع التحريف والنقل والترجمة من اسم أدريس ؟ أليس اسم زوسى او زوسر قريب من اسم يوسى اويوسف ؟ ، لكن من قام بالترجمة والكتابة والنشر لا يؤمن بالقرآن لذلك يشكك فيه ، انظر إلى اسم نبي الله موسى عليه السلام يطلقون عليه موشى ، واسم نبي الله إبراهيم يطلقون عليه إبراهام وإيبرا ، انظر إلى اسم نبي الله يونس يطلقون عليه اسم يونان ، فهل نعتقد أنهم ومن خلال علم الأركيولوجيا سيقولون الحقيقة ؟ لا أعتقد ، وسأعطيك معلومة مهمة جدا ، عُثر عل تماثيل كبيرة الحجم يبلغ عددها قرابة الألف يزن الواحد منها اثنين وثلاثين طنا ، وكلها تتجه نحو نقطة واحدة ، وهي موجودة فى جزيرة نائية تقع على بعد ألفين وسبعمائة كيلو متر عن شواطئ دولة تشيلي فى عمق المحيط الهادي وتسمى جزيرة « مواه» ولم يجد العلماء تفسيرا لوجودها ، ومن بناها وكيف ؟ وذهب شياطين وكالة ناسا للقول إن كائنات فضائية هي التي صنعت تلك التماثيل ، مع أن القرآن أخبرنا أن الله سخر لنبيه سليمان عليه السلام ، سخر له من يعمل له التماثيل والجواب والجفان ، بنص الآية القرآنية ، لكن الغرب لو قالوا بهذا فهم سيعترفون بأن القرآن حق ، وهم لا يريدون ذلك ، وتستطيع أخي إمحمد أنت والقراء أن تبحثوا بأنفسكم عن تماثيل جزيرة «مواه» عبر الانترنت لتعرفوا الأمر . وهكذا كان لموضوع آمون وفرعون جدل ونقاش على صفحات الفيس الذي نتمنى أن يستخدم لتنمية الثقافة وتبادل المعارف وإظهار الحقائق بدلا من الكراهية والتشهير والتعصب.

■ د : أبو القاسم صميدة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى