بالرغم من أن سيناريو إغراق ما يعرف بدول الممانعة في الفوضى كان ولا يزال واضحا حيت تتكشف كل يوم خيوط المؤامرة وبدأت الشواهد أكثر وضوحا خاصة بعد حرب الكيان الإسرائيلي الأخيرة على غزة ولبنان وقد اكتملت الصورة بسقوط سوريا في مستنقع الفوضى والمنطقة برمتها دخلت حيز المستقبل المجهول وبدأت التحركات الاسرائيلية الأخيرة وتوغلها داخل التراب السوري تتبث بما لا يدع مجال للشك أن المخطط رهيب ومخيف ودخل مرحلة الخطر والتنفيذ بدعم من وكلاء الكيان الإسرائيلي في المنطقة ومباركة غير معلنة من بعض الأنظمة العربية و في مقدمتها دول الخليج وما أن ينتهي الراقصون من سكرتهم حتى يستيقظوا ليجدوا أنفسهم قد تم بيعهم دون مقابل في السوق العالمي للنخاسة فالمنطقة العربية بأكملها مقدمة اليوم على تغيرات جيوسياسية كبيرة ومرعبة ربما تكون نتيجتها تغير ملامح الخريطة الجغرافية والتركيبة الديموغرافية بالكامل وللأسف الشديد يلعب الإعلام العربي المأجور دورا كبيرا في الترويج لهذا المخطط وتهيئة الرأي العام العربي خاصة والعالمي عامة لما هو قادم والذي يصب في مجمله في مصلحة الكيان الإسرائيلي الغاصب لكن لا أحد يفكر بشيء من العقلانية يصدق أن ما حدث في سوريا ولا يزال يحدث فيها مبني على تصرفات ثلة من الأشخاص أرادوا إسقاط نظام الحكم فكان لهم ذلك ببساطة ودون دعم وتخطيط خارجي ففجأة ودون سابق إنذار تحولت تشكيلات مسلحة كانت مصنفة (بالإرهابية) تحولت بين عشية وضحاها إلى قوات محررة ومن كان بالأمس مطلوب القبض علية حيا أو ميتا صار اليوم قائدا وطنيا يستقبل الوفود الرسمية من كل دول العالم وصوره تملأ الميادين وشاشات التلفاز وتهتف باسمه الجماهير .. يا إلهي كيف يحدث هذا ؟ ومن أجل ماذا ؟! ومثل ما يقولون في الشقيقة مصر (يا خبر اليوم بفلوس بكرة يكون ببلاش) لكن ربما يكفي أن نقول إن الوضع خطير جدا وهذه الأمة المغلوبة على أمرها أصبحت مهددة بالفناء وبعد سقوط سوريا تتجه الأنظار إلى دول عربية أخرى فمصر والجزائر اليوم في مواجهة العاصفة: أما دول الخليج الكرتونية فسوف تجد نفسها بعد ذلك وسط أمواج عاتية متلاطمة ليس لها من قرار وإن غدا لناظره قريب وهذا هو الشرق الأوسط الجديد في أبهى صوره .
■ عبدالله سعد راشد