اليوم عطلة رسمية احتفالاً بعيد الاستقلال لليبيا التي حققت استقلالها رسمياً عام 1951 م ومنذ ذلك التاريخ ما مرت به البلاد من أوضاع سياسية وأمنية واقتصادية وأزمات يشكك البعض في مدى تحقيق الاستقلال الفعلي .. لأن الاستقلال يمكن في القدرة على الاستقرار والوحدة والتنمية المستدامة لشعبها. لاستقلال يعني السيطرة الكاملة على السيادة الوطنية سياسياً واقتصادياً وعسكرياً .. فهل نحن بعد الأحداث المتلاحقة والأزمات التي مرت بها بلادنا لدينا السيطرة الكاملة على كل القرارات دون تدخل خارجي ؟ فما نعيشه اليوم بعيداً عن الاستقلال بسبب التدخلات الخارجية ووجود قوات استعمارية أجنبية وفُرقة بين أنباء الوطن الواحد .. وحكومات شرقاً وغرباً كل له رأي وتوجه .. وهذا مؤثر جداً وخطير على مفهوم الاستقلال ولاتزال جماعات ودول تفرض أجندة وتتدخل بشكل مباشر في الشؤون الليبية واتفاقات تفرض من الخارج وتتخذ تحت ضغوطات .. فكيف لنا أن نحتفل بيوم الاستقلال ؟! الاستقلال والسيادة يتطلبان جيشاً موحداً ودستوراً وأمناً لحماية الدولة وحدودها وهيبتها .. الاستقلال هو أن تكون قادراً على اتخاذ قرارات مستقلة دون ضغوطات وتدخلات خارجية .. فإذا أردنا أن نحتفل بعيد الاستقلال علينا أن نعتبره فرصة للتذكير بتاريخ نظال أبنائنا وأجدادنا الذين قدموا الكثير من أجل الحرية والسيادة لبلادهم ولشعبهم .. وأن نحتفل والنوايا صادقة لتعزيز الحرية .. ولا نتجاهل المعاناة ولا ينبغي وجود تحديات .. ولابد أن نذكر قوة وقدرة الشعب الليبي بالتغليب على المحن كما فعل في الماضي .. وبالتالي الاحتفال يكون رسالة نوجهها للعالم بأن الليبيين فخورون بتراثهم وتاريخهم وبطولاتهم وجهادهم مهما كانت الظروف الحالية .. وأنه مهما اشتدت الأزمات فإنهم قادرون على تجاوز التحديات من خلال تحقيق مصالحة وطنية شاملة وبناء مؤسسات قوية وموحدة واستعادة السيادة الوطنية الكاملة بعيداً عن التدخلات الخارجية . استقلال ليبيا الحقيقي يمكن في قدرتها على تحقيق الاستقرار والوحدة الواحدة ويعيش شعبها في أمن وسلام ، في عيد الاستقلال لابد أن نعترف بفضل أولئك الذين ضحوا بأرواحهم من أجل ليبيا بدون استعمار وبدون وصاية وحماية وتدخلات أجنبية .
■ عبد الله خويلد