في كل معاناة، هنالك مستوى غير قابل للسرد، مهما حاولنا البوح بصدق، لكن قد تفقع مرارتك من هول ما تسمع من منجمي وعرابي الوطنية ودهاقنة الفضائيات ومروجي حملات الوهن ودس السم في العسل واستغلال الفرص والاعتماد على الأوهام، قنوات فضائية ليبية أو مُتليبة عبر برامج ” التوك شو” تفضل استخدام استراتيجية المخاوف المسبقة لتدجين المشاهدين، وإرباك المشهد وخلط الأوراق، مجرد نسخ مكررة وتقليد بائس لفضائيات عربية لا اجتهاد فيها، تحاول تكراره بعض من تلك الفضائيات المُتليبة بشكل متخلف، بتبني خطاب فج زاعق، لاستثارة العواطف المعادية ضد الوطن ليبيا ! سواء باستمالة أحد الضيوف أو كلاهما لفحوى موضوع الحلقة الذي عادة ما ينتهي بسب وشتم كل منهما للآخر دون تقديم نتائج أو إيجاد حلول رغم أن حماسهما المبالغ فيه مقصده إنقاذ ليبيا !. لا أشاهد تلك البرامج بالعموم منذ أعوام، لكن الصدفة البحتة، جعلتني أرى من يدعون إنهم محللون ومفسرون للوضع الراهن لهذا البلد، فوجدتهم مجرد أشخاص لا يطورون أنفسهم، بل يتعمدون تكرارها بفجاجة ! رغم ادعائهم بمعرفة تفاصيل التفاصيل عن ليبيا وحتى معرفة ما وراء الطبيعة ! يقدمون عبارات وحكايات وكلمات وهرطقات تستنسخ نفسها منذ سنين.. جبينهم لا يتصبب عرقا ولا يخجلون ولا يستحون، يتنططون على كل موائد الفضائيات حسب الطلب. المؤثرون أو من يدعون ذلك في كل المجتمعات وليبيا من بينهم أصحاب الصوت العالي سواء في الفضائيات أو في الحسابات المدججة “بالانفلونسرز” عبر وسائل التواصل الاجتماعي يشكلون الجيل الثاني من “النشطاء” يشتغلون بنفس التكليفات ونفس المؤامرة ونفس الافكار والممول، فقط تختلف الديباجات والأوعية الرقمية التي يصدرون فيها تلك الأفكار، وفي النهاية الإنسان الليبي مَنْ يدفع فاتورة انبطاح هؤلاء وتسيدهم لمشهدية الإعلام وجوقة المؤثرين.
■ د : عادل المزوغي