ها قد رفعت الأقام وجفت الصحف وما كنا نتخيله لسنوات أصبحنا نراه أمرا واقعا اليوم فقد لحقت سوريا ببقية الدول العربية التي اجتاحتها حمى الخراب والفوضى وكالعادة دائما عملت وسائل إعلام عربية على شيطنة نظام الرئيس بشار الأسد بتلفيق التهم وفبركة الأخبار وتزييف الحقائق وتمويه الرأي العام الداخلي والخارجي بسرديات اقرب إلى الخرافات منها إلى الواقع قصد صرف نظر أبناء الشعب السوري عن الخطر المحدق بهم وبلادهم .. ففي الوقت التي كانت فيه القنوات التلفزيونية تركز على ما يدور في سجن صيدنايا كانت طائرات العدو الإسرائيلي تسابق الزمن وتقصف مؤسسات الدولة ومقدرات الجيش السوري في فرصة تاريخية لم تتح لها منذ حرب تشرين من عام 1974 ،، اليوم سوريا لم تعد تقف على مفترق طرق وإنما تقف على شفا بركان سوف تأتي حممه على كل الأراضي السورية والمنطقة بكاملها تكون نتائجه في مصلحة الكيان الإسرائيلي تماما كما حدث عند الاحتال الأمريكي للعراق عندما تم حل الجيش العراقي بقرار من (بوول بريمر) الحاكم الامريكي في العراق آنداك . وها هو السيناريو ذاته يتكرر الآن في سوريا (اغتيال العلماء وتدمير مقدرات الجيش و حرق مصلحة الجوازات والجنسية وفتح أبواب السجون ووضع اليد على أرشيف الجيش والمخابرات !) لكن الأخطر من هذا هو تمزيق النسيج الاجتماعي في سوريا واللعب على أوتار الطائفية العرقية والدينية تمهيدا لتقسيم البلاد تحت مسمى (الحكم الذاتي للأقليات) نعم هذا ما سيحدث بعد أن انقلبت الموازين وتغيرت المفاهيم وعملوا عبر كل الوسائل على تحويل الزعماء الوطنين إلى طغاة ومجرمن وتحويل السفهاء والعماء إلى ثوار ومحررين وعليه سوف تقسم سوريا وتصبح أرض الكيان الإسرائيلي محاذية لتركيا وقد أكد هذا تصريح (اردوغانود) الأخير حيث قال (إن دمشق والرقة وإدلب وحلب ستصبح مدن تركية) وعلى ما يبدو أن هذا بدأ يتحقق شيئا فشيئا والبداية في ليلة سقوط دمشق.ط
■ عبدالله سعد راشد