
عمل المرأة أصبح واقعاً يعبر عن صحة وثقافة المجتمع، و دليل بارز على أنه يستغل قواه البشرية بشكل إيجابي ومتكامل . بينما لا يزال الحديث عن قضايا المرأة و دورها في الحياة اليومية يشغل حيّزاً كبيراً أهمها تمكين المرأة في المجتمعات المتحضرة، لما للمرأة من دور فعال في تحقيق التنمية المستدامة عبر المشاركة في مختلف الأعمال التي تناسب طبيعتها. من هنا يمكن اعتبار عمل المرأة في مجال الإعلام أمر في غاية الأهمية وله العديد من الجوانب الإيجابية، لما يمثله من إضافة قيمة ونقلة نوعية للمجتمع وللصناعة الإعلامية ويعزز التنوع و التمثيل المناسب في الوسائط الإعلامية، كما يساهم في تقديم آراء ووجهات نظر مختلفة لكافة الأصوات و القضايا الملحة التي تهم المجتمع بأسره، وتسهم في تحسين الصور النمطية وتقديم صورة واقعية و توازنية لدور المرأة في المجتمع، وتعزيز العدالة الاجتماعية من خلال إيجاد توازن أكثر بين الجنسين و عدالة في فرص العمل و التمثيل . كما لا يغيب علينا أهمية الاستفادة من المهارات التي تتمتع بها المرأة في المجالات الاجتماعية و قضايا الأسرة، التي تعتبر اللبنة الأولى في أي مجتمع ونواة الدولة المنشودة، ولا ننسى كذلك الإشارة إلى أهمية الجوانب الثقافية التي تعكس مستوى المجتمع وتحدد الأدوار التي تؤديها المرأة، كالعلاقات الأسرية التي تضم مجموعة مختلفة من الحقوق و الواجبات، تبرز خلالها أهمية الأدوار المتمثلة في ممارسة السلطة داخل الأسرة و الكيفية التي يتم بموجبها صنع القرار، و تقسيم العمل المتصل بالوظائف داخل الأسر . هذه الأدوار هي نتاج تراكم وتغيرات و تقاطعات في البنية الثقافية والهياكل الاجتماعية، لاشك أن كل ذلك يأتي نتيجة لمتغيرات العصر الحاضر ومطالبه المتنوعة، وإذا اعتبرنا أن الثقافة هي المدخل الصحيح لمعالجة هذا الواقع، فإن اللغة هي الرمز المعبر عن ثقافته ، فلغة التخاطب ولغة الكتابة والآداب و الفنون ، ولغة التدوين التي تسلط الضوء على جملة المشاكل الاجتماعية التي تواجه أوتهم المرأة . فأي مجتمع يعطل نصف طاقته البشرية هو مجتمع غير قادر على النهوض و مواكبة ركب الحضارة الإنسانية، و كلما اتسع نظام التعليم ستزداد فرص ومطالب العمل أمام النساء وفق مخرجات المؤسسات التعليمية و حاجات سوق العمل والبنى الثقافية و الاجتماعية، و الإعلام عصب الحكومات و مرآة الشعوب وصوتها الذي يجب أن يصل عبر قنواتها لا ينقل أو يتم تصويره بعيدا عنها، كذلك صورة المرأة و قضاياها هي الأجدر بنقلها و معالجتها حسب تركيبة تحمل أولويات المرأة وترتبهتا حسب احتياجات و أولويات بعيدة عن الاقصاء أو الانتقاص لتحقيق عدالة اجتماعية من شأنها النهوض ببلدنا كما نريد لاكما يرسمون لنا أو تصورنا وسائل الاعلام الاخرى . من هنا يبرز الدور الهام لعمل المرأة في حقل الإعلام بمختلف وسائله الفعالة والمؤثرة في عالم اليوم. نتيجة الاعطال والظروف الفنية في اجهزة التنفيذ الصعبة . نعتذر للدكتور عابدين والإخوة القراء على تكرار نشر موضوع غياب حوكمة وسائل الإعلام في عددين متواليين . لذا وجب التنويه والاعتذار .
■ الدكتور : عابدين الشريف