مقالات

مأثور

وفي (تخاريف) الحكايات تجد نسجا رفيقا خيوطه مغزولة بالواقع الحي والخيال البديع وحولها كان الأطفال يتحلقون يتابعون في شغف ولهفة واستغراب . وهي تشبه (الرسوم المتحركة) في عصرنا و (الألعاب الالكترونية) الأن ولكن ميزتها الحقيقية أنها كانت حكايات يتلقاها الحي عن الحي وهي حكايات تنبع من ” الصدور” وليس من ” السطور ” هي حكايات كنا نتلقاها من الجدة والجد والأب والأم ومن ” كبير” في المقام وفي السن ومن (حبيب) نحبه ونحب ما نسمعه منه حتى نرى حكايته ” حية ” وواقعية وحقيقة ترتسم في صدورنا وتتسرب نبضا في حنايانا فلا ندري هل أحببناها لأنها (حكايات) محبوبة أم نحن أحببناها لأنها جاءت من (حبيب) وهكذا تتجذر في قلوبنا وفي أرواحنا كأنها من بعض حليب الأم أوكانها حياة جرت فينا كما تسربت فينا بصمات وطبوع وخصال وعادات وتربية (الأهل) من حيث لا ندري .. وهذه الحكايات لم تكن مجرد كلام يروى وكفى، ولكنها كانت من (طبوع) الأهل وهوية المكان والزمان. ومن ذلك ما سمعنا من (السيرة الهلالية) وحكايات الطيبين الصالحين كن أهل التقوى ومخافة الله تعالى وحكايات عن طفلة يتيمة اسمها (نقارش) عاشت تربي أخاها الذي ليس لها غيره وتعبت كل التعب في تربيته وصقله وكانت تقول له لتختبر عقله ومعرفته (ياخويا .. توا لوكان نعطيك فلوس وذهب شنو ادير بيهم ؟ ) وكان رده باستمرار (اندير بيهن كويرة وامعيكيف) فتدرك هي أنه مازال (عيل) وتعرفه عنها حتى سألته ذات يوم ] توا ياولد امي لوكان تلقى فلوس شن ادير بيهن [ورد أخوها] نشري بيهن حصان وسيف ولبس باهي ونأخذلك بيهن ملابس وذهب وفجرة [ وساعتها عرفت (نقارش) ان خوها صار رجلا يعتمد عليه في الحياة بكل اهوالها واحوالها… فأعطته ميراث والدها الذي كان أمانة في عنقها ووالدها هو الذي أوصاها وهو يحتضر أن لا تدفع المال لأخيها إلا عندما يعرف قيمة المال وقيمة نفسه وقيمتها هي . ولكن أخاها بعد أن زوجته فتاة يتيمة طيبة مسكينة انقلب عليها وسمع في أخته مؤامرات ومكر زوجته فرماها في الصحراء للوحوش والوحشة وتدور الأحداث وتنجو نقارش وتتزوج وتتغرب ويكتشف أخوها أكاذيب ومؤامرات زوجته فيطلقها ويخرج باحثا عن أخته التي رماها بين انياب الموت .. وتقول الحكاية كما سمعناها أطفالا نتحلق حول الحاكي الحبيب ونتعلق بكل ما نسمعه منه ] وقدام نجع جا خوها – وقعمز – تعبان ميت تعب وجوع.. وجن احذاه طيرات حمام طارت له منهن ولزهن وقال لهن .. اش. . اش . وردت الحمامات اش ما اش .. يابيت فيه نقارش سبع اعكاك وسبع اقرب عبتهن سمن الوحش [ ولم يفهم أخوها ولكنه استغرب … وعزموه عرب النجع وجت العزومة في بيت نقارش وعرفاته ولكن سكتت وخبرت راجلها بس وراجلها هو اللي بفضل الله أنقذها وجابها وتزوجها وقالت نقارش لصغارها بعد ما تعشوا قولوا لو تخرفينا يا أمي ومهما نراكم أنتم شدوا فيا نخرفكم المهم ياسيدي حكتلهم حكايتها مع خوها … وعرفوا بعضهم ولم الله شملهم وهذا نموذج لو أردنا الوقوف أمامه فنحن نتركه للعدد القادم بإذن الله .

■ عمر رمضان اغنية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى