أمر محمود أن نخطط لإجراء انتخابات وفق رؤية إعلامية وطنية قوية، حتى وإن كنا نرى أن إجراء الانتخابات أمر بعيد المنال أو ضربًا من الخيال، وسط بيئة عدائية لا تجنح للسلم ولاتهم بالديمقراطية والتداول السلمي على السلطة. ولكن في هذه الجانب فإن التغطية الإعلامية المحايدة تعد أهم اشتراطات ورهانات والتزامات نجاح أية عمليى انتخابات برلمانية كانت أم رئاسية يمكن أن تجرى في بلادنا.. بافتراض أن كل المرشحين على قدم المساواة أمام كل وسائل الإعلام.. وغياب الحياد يؤدي إلى وقوع فوضى في التغطية، لكن التغطية الإعلامية المحايدة وبشكل موضوعي يصعب تنفيذها وتحقيقها أيضا في بلادنا لعدم توفر عدد من الاشتراطات أهمها حالة الفوضى التي تحكم الإعلام الليبي واضمحلال المهنية التي تسبب فيها عدم الوفرة اللازمة في التشريعات الإعلامية المنظمة، وغياب واضح لمفاهيم مواثيق الشرف المهني، السبب الأخر أن أغلب وسائل الإعلام وخصوصًا الفضائية منها هي أذرع إعلامية وملكيتها تعود لأحزاب وتيارات سياسية بعينها ستنحاز إلى عدد من المرشحين الموالين لهم، وستنال من خصومهم لأنها أنشئت لأجل ذلك في الأصل، وبالتالي شرط الحيادية المطلوبة في الانتخابات سينتفي من دون شك.. إضافة إلى ذلك مسألة ضغوط الإعلانات التى سيمنحها المرشحين لوسائل الإعلام المختلفة في شكل ابتزاز إعلاني صريح، مما يجعلها تترفع عن نقد بعض من المرشحين في مقابل الهجوم على خصومهم، كما ان مسألة عدم جاهزية الصحفي أو الإعلامي الذي يكلف بتغطية الانتخابات مهنيا، ففي الغالب هو غير مدرب بالشكل الكافي للقيام بهذه المهمة، ولا يلك الخبرات والادوات اللازمة للقيام بها وفق ما هو مطلوب.
■ الدكتور : عادل المزوغي