الليبيون لا يقبلون بأي تهديد لسيادتهم
تحتل ليبيا المرتبة الأولى عربياً وإفريقياً في التبادل التجاري مع تونس، والتي بلغت قيمته حوالي 850 مليون دولار خلال العام الماضي، وفقاً للإحصائيات الرسمية بين الجانبين التونسي والليبي. وتتمتع تونس بفائض في الميزان تجاري مع ليبيا يصل إلى 1.55 مليار دينار، أي ما يعادل 486 مليون دولار. وفي المقابل، يعاني الاقتصاد التونسي من عجز كبير في الميزان التجاري يصل إلى 4.2 مليار دولار مع كل من الجزائر وروسيا والصين.. وقد شهدت عشرينيات القرن الماضي توقيع اتفاقيات بين الجانبين الفرنسي والتركي لترسيم الحدود الليبية التونسية إبان فترة الاستعمار، حيث يبلغ طول الحدود الليبية- التونسية 460 كيلومتراً. وفي عام 2008، وقع الجانبان الليبي والتونسي اتفاقية لتعزيز التعاون وترسيخ ترسيم الحدود. وقد طالعتنا وسائل الإعلام بتصريحات غريبة من السيد معالي وزير الدفاع التونسي أمام البرلمان التونسي، حيث قال إن بلاده لن تسمح بالتفريط في أي شبر من التراب الوطني. وغاب عنه أن الشعب الليبي هو الآخر لا يقبل بأي تهديد لسيادته الوطنية، ويحترم تماماً علاقاته الأخوية الخاصة مع جميع الجيران، ومن بينهم تونس الشقيقه التي تجمعها مع ليبيا روابط تاريخية ونضالية مشتركة.وتراعي ليبيا على مر التاريخ أصول الجيرة، آخذة بعين الاعتبار أن تونس دولة شقيقة ومغاربية ضمن النطاق الجغرافي المغاربي. يضاف إلى ذلك التاريخ المشترك والعلاقات الاجتماعية والعائلية بين الشعبين، التي هي أكبر من أي تهديد أو حديث عن ترسيم الحدود بين البلدين. كذلك، فإن التصريحات الإعلامية لا تغير شيئاً في واقع القانون الدولي ونصوص الاتفاقيات والمعاهدات الدولية مصدر هذا القانون ، حيث إن الالتزام بها ، سواء كانت ثنائية أو جماعية، أمر يكفله ، ولا تؤثر فيه التصريحات الإعلامية.. من ناحية أخرى، فإن القول إن ليبيا دولة هشة هو تصور خاطئ وبعيد عن الواقع ، فليبيا بخير والليبيون لايقبلون بأي تهديد لسيادة وطنهم الغالي .
■ بقلم أ.د محمد شرف الدين